الأمازيغية والعمل الاجتماعي.. الجامعة حاضنة للهوية الثقافية المغربية

ECO1714 يناير 2025
الأمازيغية والعمل الاجتماعي.. الجامعة حاضنة للهوية الثقافية المغربية
إيمان بنسعيد

نظم ماستر إدارة المؤسسات والعمل الاجتماعي بكلية العلوم القانونية، الاقتصادية، والاجتماعية بالدار البيضاء، يوم أمس الاثنين 13 يناير الجاري، برحاب الكلية، لقاء تواصليا حول “الأمازيغية والعمل الاجتماعي: جسور التواصل وأواصر التعاون “، وذلك تزامنا مع الاحتفال برأس السنة الأمازيغية لسنة 2975.

وأكد الدكتور عبد اللطيف مستكفي، منسق ماستر إدارة المؤسسات والعمل الاجتماعي، في كلمته، أن العمل الاجتماعي يتطلب أدوات تواصل فعالة لتلبية احتياجات مختلف الفئات المجتمعية، مشيرا إلى أن اللغة بصفة عامة، ليست فقط وسيلة للتواصل، بل أيضا أداة لتعزيز الإدماج الاجتماعي والتمكين الثقافي. كما أوضح أن اللقاء يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية إدماج اللغة الأمازيغية في استراتيجيات العمل الاجتماعي، بما يضمن تقديم خدمات أكثر فعالية للفئات المستهدفة، خصوصا في المناطق التي تعد فيها الأمازيغية لغة رئيسية.

وتطرق المشاركون في اللقاء، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة الأمازيغية في تعزيز الانسجام المجتمعي، مؤكدين على أن إدماج الموروث الثقافي واللغوي في البرامج الاجتماعية يساهم في تحقيق العدالة الثقافية والتنموية.

وتناول اللقاء التحديات التي قد تواجه الفاعلين الاجتماعيين في تواصلهم مع الفئات المستهدفة، خاصة في المناطق النائية التي تعتمد على الأمازيغية كلغة أساسية، ومن تم تقديم مقترحات عملية للتغلب على هذه العوائق، مثل تنظيم دورات تكوينية في اللغة الأمازيغية للمهنيين العاملين في المجال الاجتماعي.

أشار بعض المتدخلين كذلك إلى ضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية والاجتماعية على اللغة الأمازيغية من خلال تعزيز برامج التكوين والبحث العلمي التي تسلط الضوء على أهمية هذه اللغة في التنمية الاجتماعية.

وخلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات، من بينها إعمال مقاربة تواصلية باللغة الأمازيغية من طرف المسؤولين على المناطق التي يتحدث ساكنتها باللغة الأمازيغية، وضع استراتيجيات وطنية لدعم إدماج الأمازيغية في العمل الاجتماعي، وتشجيع البحث العلمي حول علاقة اللغة بالعمل الاجتماعي، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات بين الفاعلين الاجتماعيين والمؤسسات المعنية بالهوية الثقافية المغربية.

وفي الختام، يمكن القول إن إدماج اللغة والثقافة الأمازيغية في العمل الاجتماعي يمثل جزءا لا يتجزأ من الحفاظ على البيئة بمفهومها الشامل، الذي يتجاوز العناصر الطبيعية ليشمل الأبعاد الثقافية والاجتماعية المشيدة، فاللغة الأمازيغية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي ركيزة أساسية للهوية المغربية ومكون من مكونات البيئة الثقافية للمجتمع. وعليه، فإن تعزيز مكانتها في البرامج الاجتماعية والتنموية، سيساهم بكل تأكيد في تحقيق توازن بيئي شامل يراعي التنوع الثقافي كأحد عناصر استدامة المجتمع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق