أصبحت المعايير البيئية شرطا ضروريا للفوز باستضافة أي بطولة أو دورة دولية رياضية ، حيث أن وجود العنصر البيئي أصبح أساسيا لتقييم و اختيار المدن التي تستضيف الألعاب والبطولات الرياضية والأولمبية ، كما يعتبر بعدا ثالثا للحركة الأولمبية بعد الرياضة والثقافة ، كما تلتزم اللجان المنظمة للبطولات الرياضية بتطبيق نظام إدارة بيئي .
وتمثل البطولات والفعاليات الرياضية احدى أبرز و أهم وسائل التوعية ونشر الوعي البيئي ، فالرياضة تحظى باهتمامٍ عالمي حيث يشاهد ملايين البشر الأحداث الرياضية ، وبالتالي يسهل تمرير مجموعة من الرسائل التوعوية التي تهم حماية البيئة وتحذر من خطورة تفاقم الوضع البيئي الذي أصبح يهدد سلامة الأجيال الحالية و المقبلة على حد سواء .
و يسعى برنامج الأمم المتحدة للبيئة منذ عقود إلى العمل على وضع أطر جديدة يقترحها من حين لآخر على المؤسسات التي تعنى بالأحداث الرياضية الكبرى، ويحرص من خلالها على استخدام الرياضيين للترويج لممارسات رياضية تساهم في الحفاظ على البيئة لا في الإساءة إليها.
ومع كل هذا الوعي العالمي بالموضوعات البيئية ، ينبغي ألا يتردد الرياضيون في رفع الوعي البيئي ، خاصة وأنهم يتميزون بشهرة واسعة وشعبية كبيرة لدى الجماهير تجعل منهم مساهما فعالا في توعية المواطنين
بالمشكلات البيئية وبدء العمل وإيجاد الحلول المناسبة لحلها أو على الأقل التقليص من خطورتها .
وتتجلى علاقة الرياضي بالبيئة الصحية في توفير هواء نقي وملائم لممارسة الأنشطة الرياضية بعيدا عن التلوث ، كما أن البيئة السليمة و الصحية تساهم في انتاج أبطال من مستوى عال عكس البيئة المتدهورة التي تكون لها انعكاسات سلبية على الرياضة و الرياضيين .
وكانت اليونيسيف قد أطلقت في جنوب افريقيا “برنامج الرياضة من أجل البيئة وتغير المناخ” ، يسعى الى ضمان حقوق الفتيات و الفتيان عن طريق تزويدهم بفرص التعليم التنموي والبيئي الشاملة والمنصفة ، مشددة على ضرورة خلق شراكات مع المبادرات الرياضية من أجل تحقيق نتائج أفضل .
يشار إلى أن المنظمة غير الحكومية “كاتينغا” التي توجد بولاية سيارا البرازيلية بذلت مجهودا جبارا، حينما أقنعت الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2014 باعتماد حيوان عبارة عن درعاء يطلق عليه اسم “التوتابولا” ينتمي إلى فصيلة الحيوانات عديمة الأسنان ، وهو حيوان آكل للنمل في طريق الانقراض يتحول إلى كرة عندما يشعر بالخطر ، مستغلة بذلك التأثير الكبير الذي تحظى به اللعبة والشعبية العالمية للحدث الرياضي من أجل حماية البيئة والتنوع البيولوجي .
وجذير بالذكر أن الملاعب الجديدة أصبحت تخضع لمجموعة من المعايير تجعل من الرياضة صديقا للبيئة لعل أبرزها وجود مساحات خضراء داخل الملاعب ، مع ضرورة سقيها بماء غير صالح للشرب… كما تلتزم الدول المستضيفة بضرورة توفير وسائل نقل صديقة للبيئة مثل قطارات الأنفاق والدراجات الهوائية وتلتزم بتدوير نفايات الدورة ، على الاقل 70% منها ، والمطاعم والمتاجر تستخدم أغلفة وعلبا قابلة للتحويل إلى سماد…
