يعد اتفاق باريس للمناخ واحدا من أهم الاتفاقيات الدولية التي تم التوصل إليها لمكافحة التغير المناخي. وتم اعتماد هذا الاتفاق في دجنبر من سنة 2015 خلال مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين كوب COP21 الذي عقد في باريس، ودخل حيز التنفيذ في نونبر 2016. ويهدف الاتفاق إلى تعزيز الجهود العالمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة ودعم الدول في التكيف مع آثار التغير المناخي.
أهداف اتفاق باريس:
1. الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض: يهدف الاتفاق إلى الحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع السعي لعدم تجاوز 1.5 درجة مئوية، بحيث يعتبر هذا الهدف حاسما لتجنب الآثار الكارثية للتغيرات المناخية.
2. خفض انبعاثات الغازات الدفيئة: تلتزم الدول الموقعة على الاتفاق بخفض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، من خلال خطط وطنية تعرف باسم ” المساهمات المحددة وطنيا” (NDCs).
3. تعزيز التكيف مع التغير المناخي: يدعو الاتفاق إلى تعزيز قدرة الدول، خاصة النامية منها، على التكيف مع الآثار السلبية للتغير المناخي، مثل الفيضانات وموجات الجفاف وارتفاع منسوب مياه البحر.
4. دعم التمويل المناخي: يتعهد الاتفاق بتوفير تمويل قدره 100 مليار دولار سنويا، يقدم من الدول المتقدمة لدعم الدول النامية في جهودها للتخفيف من انبعاثاتها والتكيف مع التغير المناخي.
5. تعزيز الشفافية والمساءلة: ينص الاتفاق على إنشاء نظام عالمي لمراجعة التقدم المحرز في تحقيق الأهداف المناخية، مع تعزيز الشفافية في الإبلاغ عن الانبعاثات والجهود المبذولة.
أهمية اتفاق باريس:
– التعاون العالمي: يعد الاتفاق أول اتفاقية دولية تشمل جميع الدول، سواء المتقدمة أو النامية، في جهود مشتركة لمكافحة التغير المناخي.
– حماية الأجيال القادمة: يسعى الاتفاق إلى ضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة من خلال الحد من الآثار المدمرة للتغير المناخي.
– تحفيز الابتكار : يشجع الاتفاق على تطوير تقنيات جديدة واعتماد مصادر الطاقة المتجددة، مما يعزز التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
وفي الأخير، يمكن القول أن اتفاق باريس للمناخ يمثل خطوة تاريخية في الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي. فرغم التحديات التي تواجه تنفيذه، إلا أنه يظل إطارا أساسيا لتعزيز التعاون الدولي وحماية كوكب الأرض.
