بدأت أشغال تركيب محطة شمسية عائمة بقدرة 13 ميغاواط على خزان سد واد الرمل شمال المغرب خلال بداية شهر ماي الجاري، وذلك بعد أن أعلن نزار بركة، وزير التجهيز والماء، في مارس 2024 عن انطلاق مشروع هذه المحطة، بهدف تزويد المركب المينائي طنجة المتوسط بالكهرباء النظيفة.
ويعد هذا المشروع أحد أكبر المبادرات في مجال الطاقة المتجددة على الصعيد الوطني، ويأتي ضمن رؤية المغرب لتحقيق الحياد الكربوني في أفق 2050، من خلال تطوير حلول مبتكرة ومستدامة في إنتاج الطاقة.
تتميز هذه المحطة الشمسية العائمة باستغلال المساحات المائية الراكدة لتنصيب الألواح الشمسية، ما يتيح تقليص تبخر المياه من سطح الخزان، وهي مشكلة حادة يواجهها المغرب، إذ تفيد المعطيات الرسمية بأن البلاد تفقد يوميا أكثر من مليون متر مكعب من المياه بسبب التبخر. وبالإضافة إلى دورها في الحفاظ على الموارد المائية، ستمكن هذه المحطة من تزويد أحد أكبر المرافق الاقتصادية في المملكة، وهو مركب ميناء طنجة المتوسط، بالكهرباء النظيفة، مما يعزز التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
ويذكر أن المغرب سبق وأن دشن أول محطة شمسية عائمة في أكتوبر 2021 بمدينة سيدي سليمان، بقدرة إنتاجية بلغت 360 كيلوواط، في مشروع ريادي نفذته شركة Energy Handle لفائدة Lady B. وقد شكّل هذا المشروع أول تجربة من نوعها في البلاد وشمال إفريقيا، وساعد على تقليص تبخر المياه وانبعاثات الكربون. أما المشروع الجديد في سد واد الرمل، فيعد الأكبر من نوعه حتى الآن، ويمثل مرحلة متقدمة في مسار التحول الطاقي المغربي.
يعكس هذا المشروع الجديد التزام المغرب العملي بتسريع الانتقال نحو الطاقات النظيفة، عبر حلول مبتكرة تراعي التحديات البيئية والموارد المحدودة. ويعد هذا الإنجاز خطوة استراتيجية ضمن رؤية وطنية شاملة تجعل من الطاقة المتجددة ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وتحقيق السيادة الطاقية في أفق السنوات القادمة.