دعا المجتمع المدني البيئي المغربي، ممثلا في أعضاء الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة (AMCDD)، إلى تحويل استضافة المغرب لكأس العالم 2030، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إلى مشروع مجتمعي يعكس الالتزام الجماعي، الاستدامة، والتقدم.
و ثمن الائتلاف التوجيهات الملكية السامية المؤكدة على جعل هذا الحدث العالمي حافزا لتحقيق الأولويات التنموية الوطنية، بما يتماشى مع النموذج التنموي الجديد والالتزامات الدولية للمغرب، كأجندة 2030 للتنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ.
وأكد البيان الصادر عن أعضاء المجتمع المدني على أهمية الاستثمارات الضخمة التي شرع المغرب في تنفيذها لتحديث المدن والمناطق المستضيفة، مشيرين إلى الدور المحوري للشباب المغربي في إنجاح هذه التظاهرة وتعزيز الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي ستنتج عنها.
تعزيز الاستدامة والتنقل النظيف
طالب المجتمع المدني بتطوير مشاريع النقل المستدام والنظيف، من بينها توسيع شبكة القطارات فائقة السرعة “البراق” لتشمل خطي مراكش وأكادير، وتعزيز وسائل النقل منخفضة الكربون كالدراجات الهوائية والسكوترات الكهربائية، مع تشجيع البلديات على تبني مخططات خاصة بالدراجات وتطوير النقل العام.
و دعا الائتلاف إلى تنظيم أيام خالية من السيارات بانتظام، وتحفيز المدن على تهيئة مساحات عامة صديقة للمشاة وراكبي الدراجات، مما يسهم في خلق مدن أكثر إنسانية وصحية وجاذبية.
تعزيز البنية التحتية الرياضية والسياحية
أشادت الوثيقة بمشاريع تطوير الملاعب والبنية التحتية الرياضية، من بينها إنشاء ملعب في الدار البيضاء بسعة 115,000 مقعد، وتوسيع المطارات في المدن الكبرى مثل مراكش وأكادير وفاس، لتلبية متطلبات الزوار الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى 1.5 مليون زائر، بإيرادات سياحية تقدر بـ 3 مليارات دولار.
و شددت مضامينها على ضرورة اعتماد معايير المدن المستدامة في المدن السياحية المستضيفة، مع تنفيذ ممارسات الاقتصاد الدائري، إدارة الموارد المائية، وتعزيز التنوع البيولوجي.
مواجهة تحديات التغير المناخي
لفت أعضاء الائتلاف الانتباه إلى هشاشة المغرب أمام تحديات تغير المناخ وشح المياه، داعين إلى إدماج تدابير التكيف المناخي والحد من الكربون في برامج التنمية المحلية، مؤكدين على أهمية التزام المغرب بتعهدات الفيفا بشأن تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 50% بحلول 2030، مشيرين إلى إمكانية تحقيق ذلك عبر مشاريع الغابات الحضرية والزراعة المستدامة.
خارطة طريق 2025-2030
أعلنت الجمعية عن التزامها بتنفيذ خطة عمل طموحة للفترة 2025-2030، وتهدف إلى تعزيز قدرات الشباب والمجتمع المدني في التحول الطاقي والاقتصاد الدائري والمواطنة البيئية، مؤكدة التزامها بالتعاون مع كافة الشركاء الوطنيين والدوليين لضمان نجاح هذا الحدث وتحقيق إرث مستدام وشامل.
رسالة أمل وتفاؤل
اختتم البيان بدعوة جميع الفاعلين إلى تسريع وتيرة الإنجازات وتحقيق الرؤية الوطنية لجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاستدامة والعدالة الاجتماعية والبيئية، مؤكدين على أن هذه التظاهرة العالمية تعد فرصة لتوحيد الجهود وتعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية ودولية في التنمية المستدامة.