أثبتت دراسة جديدة أن الميكروبلاستيك لا يقتصر على كونه ملوثا بيئيا، بل يساهم أيضا في زيادة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، حسب ما نشرته المجلة العلمية Applied and Environmental Microbiology، بحيث أكد مجموعة من الباحثين أن مكافحة التلوث البلاستيكي تمثل أولوية صحية عامة في مواجهة العدوى المقاوِمة للأدوية.
انتشرت جزيئات البلاستيك -الميكروبلاستيك- عالميا بسبب زيادة استخدام المواد البلاستيكية، وأصبحت مياه الصرف الصحي خزانا رئيسيا لها. في الوقت نفسه، ارتفعت مقاومَة الميكروبات للمضادات الحيوية، بفعل العوامل البيئية التي تلعب دورا رئيسيا في ذلك. يوفر الميكروبلاستيك بيئة مناسبة لنمو البكتيريا على سطحه، فيما يُعرف بـالبلستيسفير Plastisphère، مما يعزز تطور المقاومة للمضادات الحيوية.
اختبر الباحثون تأثير أنواع مختلفة من البلاستيك، مثل البوليسترين والبولي إيثيلين والبولي بروبيلين، على مقاومة البكتيريا الإشريكية القولونية E.coli للمضادات الحيوية لمدة عشرة أيام، وقاموا كل يومين، بقياس كمية المضادات الحيوية اللازمة لتثبيط نمو البكتيريا، وذلك لتقييم تطور مقاومتها، ثم قاسوا تركيز المضادات الحيوية اللازم لقتلها.
أظهرت النتائج أن الميكروبلاستيك، بغض النظر عن حجمه أو نوعه، يعزز مقاومة البكتيريا لأربعة مضادات حيوية رئيسية خلال 5 إلى 10 أيام؛ فالميكروبلاستيك وحده قادر على زيادة مقاومة الميكروبات، مما يهدد فعالية المضادات الحيوية.
وكشفت الأبحاث أن تأثير الميكروبلاستيك يتجاوز نقل البكتيريا المقاومة، حيث يلعب دورا نشطا في تطوير مقاومة مستقرة حتى بعد إزالة المضادات الحيوية. كماأظهرت الدراسة أيضا أن ميكروبلاستيك البوليسترين كان الأكثر تأثيرا، بسبب دوره في تكوين الأغشية الحيوية التي تعزز بقاء البكتيريا ومقاومتها للأدوية.
الخلاصة أن التلوث بالميكروبلاستيك يزيد من خطورة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، مما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة للحد من انتشاره.
