كيف تفاقم التغيرات المناخية معاناة ذوي الإعاقة وتضعف قدرتهم على التكيف؟

ECO173 ديسمبر 2024
كيف تفاقم التغيرات المناخية معاناة ذوي الإعاقة وتضعف قدرتهم على التكيف؟
أميمة أخي

تواجه الفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات تحديات متزايدة بسبب تغير المناخ، ويعد ذوو الإعاقة من بين الأكثر تضررا، كما تؤدي الكوارث المناخية مثل الأعاصير، والفيضانات، والجفاف إلى تفاقم الظروف المعيشية لهذه الفئة، مما يزيد من صعوبة تلبية احتياجاتهم الأساسية وحمايتهم أثناء الأزمات.

وتعيق الكوارث المناخية وصول ذوي الإعاقة إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والملاجئ الآمنة، وتكشف تقارير الأمم المتحدة أن الأشخاص ذوي الإعاقة غالبا ما يتركون خلف الركب أثناء عمليات الإجلاء، نتيجة عدم توفر وسائل نقل مجهزة.

وبمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة الذي يصادف يوم 03 دجنبر من كل سنة، صرحت نزهة ميزاوي، رئيسة جمعية أمل للأطفال ذوي صعوبات في التعلم بالدار البيضاء، لجريدة إيكو 17 ECO، أن شعار “لا شيء عنا بدوننا” الذي أطلقته الأمم المتحدة مناسب للاحتفاء بهده الفئة اليوم، لأن الأشخاص ذوي الإعاقة جسدوا بالفعل مفهوم القيادة والمشاركة الفاعلة في صياغة ظروف حياتهم.

نزهة ميزاوي – رئيسة جمعية أمل للأطفال ذوي صعوبات في التعلم

وأوضحت أن هذا الشعار يرمز إلى أهمية المشاركة والتمثيل والإدماج، ويحث الأشخاص ذوي الإعاقة على لعب دور رئيسي في اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم خاصة فيما يتعلق بالتكيف مع التغيرات المناخية، و الصعوبات التي تواجههم عند الكوارث الطبيعية.

كما أشارت الميزاوي إلى أن غياب البنية التحتية المهيأة لذوي الإعاقة يعقد جهود الإغاثة والاستجابة للكوارث الطبيعية، حيث أن معظم الملاجئ الطارئة لا تتوفر على مرافق مخصصة لهذه الفئة، أو أنها منعدمة، مما يدفعهم إلى البقاء في منازلهم غير الآمنة أو البحث عن حلول مؤقتة عند حالات الطوارئ.

وأضافت الباحثة في العمل الاجتماعي، أن هذه الفئة تعاني من صعوبات إضافية في التنقل عندما تتضرر الطرق والمباني بسبب الكوارث الطبيعية، كما هو الشأن حينما اجتاحت الفيضانات مناطق الجنوب الشرقي للبلاد، إذ واجه مستخدمي الكراسي المتحركة و الأجهزة المساعدة تحديات كبيرة في الفرار من المناطق الخطرة، كما أن انقطاع التيار الكهربائي أثر على الأشخاص الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية.

ونقلت المتحدثة معاناة أمهات الأطفال في وضعية إعاقة بالخصوص، و صعوبة تعاملهن مع أطفالهن في هذه الظروف، خاصة في ظل غياب تكوين للتعامل معهم في مثل هذه الحالات الطارئة، و انعدام وسائل إجلاء مجهزة تضمن وصول الخدمات الإغاثية لهم.

و دعت الفاعلة الجمعوية، إلى الحاجة لتبني سياسات وطنية شاملة تراعي احتياجات ذوي الإعاقة في مواجهة التغيرات المناخية، وتعزز مشاركتهم و مشاركة أمهاتهم في صياغة خطط مواجهة الأزمات، وأضافت: “على مدار العقود الماضية، لعب الأشخاص ذوو الإعاقة دورا محوريا في تحقيق التغيير داخل مجتمعاتهم، فقد قادوا مبادرات محلية لتعزيز حقوقهم ورفاهيتهم..”.

و في السياق ذاته، قالت المتحدثة: ” إن دمج احتياجات ذوي الإعاقة في خطط التكيف المناخي، والتأكيد على المساواة في تقديم المساعدات، ويعد الاستثمار في بنية تحتية مهيأة وضمان وصول الفئات الهشة إلى الموارد جزءا أساسيا من تحقيق العدالة المناخية.

واختتمت ميزاوي تصريحها بالتأكيد على أهمية استثمار القيادة النابعة من الأشخاص ذوي الإعاقة لتعزيز السلام والتنمية المستدامة، مضيفة بأن “الاحتفال باليوم العالمي هذا العام يهدف إلى إبراز القيمة التي يضيفها الأشخاص ذوو الإعاقة عند تمكينهم من القيادة والمشاركة في صنع المستقبل.”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق