شهد جناح موانا بلو باسيفيك في قمة المناخ COP29 بمدينة باكو، أذربيجان، تفاعلا واسعا وجذبا كبيرا لاهتمام المشاركين مقارنة بأي جناح آخر.
وجسد الجناح، المستوحى من شخصية موانا في فيلم الرسوم المتحركة، روح الشجاعة والعزيمة لدى سكان جزر المحيط الهادئ، خاصة الأجيال الشابة، في مواجهة التحديات البيئية لإنقاذ مستقبلهم.
أثار أحد المندوبين من فانواتو Vanuatu قضية الإحباط المتزايد الذي يعانيه سكان الدول الجزرية الصغيرة النامية قائلا: “لقد سئمنا”. كلمات تختزل إرهاق الدول الجزرية من وتيرة المفاوضات المناخية البطيئة، مؤكدا الحاجة الملحة للتحرك وتضخيم أصوات هذه الدول والشباب لتحقيق تقدم ملموس في القضايا المناخية.
أعباء ثقيلة تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية
أوضحت الباحثة المناخية سوزان آن صموئيل، من جامعة ليدز، أن الدول الجزرية الصغيرة النامية تواجه عواقب وخيمة لتغير المناخ رغم مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات الكربونية العالمية. وذكرت أن هذه الدول تعاني من ارتفاع مستوى سطح البحر، والطقس المتطرف، وفقدان التنوع البيولوجي، ما يشكل تهديدات وجودية تلقي بظلالها على سكانها.
وأشارت آن صموئيل إلى أن هذا الوضع المتناقض، الذي يقابله دعم عالمي غير كاف، أدى إلى استياء كبير بين هذه الدول. ويبرز هذا الاستياء قرار مندوبين من بابوا غينيا الجديدة عدم حضور قمة COP29، كبيان احتجاجي صامت على بطء تقدم المفاوضات.
الشباب والدول الجزرية في طليعة المطالبة بالتغيير
دعا الشباب والناشطون من فانواتو، محكمة العدل الدولية إلى تقديم رأي استشاري بشأن تغير المناخ. ويرجع تاريخ هذه المبادرة إلى سنة 2019 على يد 27 طالب قانون، مما يعكس تصميم الشباب على لعب دور محوري في تحديد مصير الدول الجزرية الصغيرة.
كما أكدت آن صموئيل أن رئيسة وزراء باربادوس، ميا موتلي، طالبت بمناقشات مباشرة مع قادة عالميين، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإيجاد أرضية مشتركة تساهم في إنقاذ الكوكب ومستقبل الأجيال القادمة.
تأثير موانا: حركة تتجاوز الوعي
يلهم ما يعرف بتأثير موانا الشباب حول العالم لتحفيز التغيير الفعال، وتسعى هذه الحركة إلى تمكين النساء والشعوب الأصلية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق مستقبل أكثر مرونة. ومع اقتراب العالم من عتبة 1.5 درجة مئوية، تزداد أهمية هذه الجهود لتأمين تمويل المناخ ودعم الشمولية في القرارات المناخية العالمية.
رسالة تضامن عالمية من جناح موانا
تزامنا مع قرب إصدار فيلم موانا 2، بعد أسبوع من انتهاء القمة، يظل موضوع الانتماء والتضامن العالمي في قلب مفاوضات COP29 .
فيما صرح مختار باباييف، رئيس القمة: “التضامن هو السبيل نحو عالم أخضر”. يمثل جناح موانا رمزية لقوة التكاثف بين الشباب والدول الجزرية الصغيرة في رحلة إنقاذ الكوكب، مما يجعل تأثير موانا رسالة أمل وإلهام للعالم بأسره.