في مؤتمر صحفي عقدته المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، في واشنطن بتاريخ 24 أكتوبر 2024، دعت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فعّالة لضمان “هبوط سلس” للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى ما وصفته بـ”المرونة الرائعة” التي أبدتها الاقتصادات العالمية رغم التحديات المتزايدة.
وأوضحت جورجييفا أن التحديات المستمرة تظل تؤثر على توقعات النمو الاقتصادي، خاصة في البلدان الأكثر عرضة للضغوط الاقتصادية. وتشير توقعات الصندوق الحالية إلى أن النمو العالمي قد يصل إلى 3.2% في عام 2024، ويستقر حول 3.1% في السنوات الخمس المقبلة، إلا أنها حذّرت من أن هذه النسبة تعد الأدنى منذ عقود، مؤكدة على أن التجارة الدولية لم تعد تحتفظ بدورها التقليدي كمحرك رئيسي للنمو في ظل عالم يشهد تفككاً متزايداً.
وأشارت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي إلى أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى اقتصاد “عالق” بين نمو منخفض ومستويات ديون مرتفعة، ما سينعكس سلباً على دخل الأسر وفرص العمل، ويزيد الضغط على المالية العامة ويقلل من حجم الاستثمارات الضرورية لمواجهة التحديات الراهنة. ووصفت جورجييفا هذه الفترة بأنها “زمن القلق”، الذي يفرض على الدول تبني سياسات أكثر حذراً.
وللتصدي لهذه التحديات، حددت جورجييفا عدة أولويات سياسية ضرورية، مشددة على أهمية إعادة بناء الاحتياطيات المالية وتعزيز النمو الاقتصادي على المدى المتوسط. ودعت صندوق النقد الدولي إلى مواصلة دعم الأهداف الاقتصادية العالمية، وأوصت البنوك المركزية بمواصلة جهودها في مكافحة التضخم مع الحرص على اتباع سياسات دقيقة ومتوازنة. كما شددت على ضرورة ضبط أوضاع المالية العامة، والالتزام بتسريع الإصلاحات الهيكلية، مشيرة إلى أن هذه الخطوات حيوية لضمان انتعاش اقتصادي مستدام ومواجهة متطلبات التحول في الاقتصاد العالمي.