يستخرج سنويا حوالي 14 مليار متر مكعب من الغاز من أعماق غابات الأمازون في البيرو، في عمليات واسعة النطاق زتمتد عبر النظم البيئية الهشة، مما أحدث تغييرات جذرية في التوازن البيئي وأثر بشكل كبير على حياة المجتمعات الأصلية التي تعتمد على هذه الغابات كمصدر رئيسي للعيش.
شملت عمليات استخراج الغاز في منطقة ككل ولم تتوقف عند الضرر البيئي، بل طالت المجتمعات المحلية التي تواجه تحديات متزايدة بسبب فقدان الموارد الطبيعية وتغير معالم الحياة اليومية، و يشكو السكان المحليون من التلوث وانخفاض التنوع البيولوجي، مما يهدد استمرار تقاليدهم وأساليب حياتهم الموروثة عبر الأجيال.
وفي تحقيق صحفي أجرته قناة فرانس 24 بالتعاون مع موقع “ديسكلوز” للصحافة الاستقصائية، كشف أن هذه الشركات المتورطة في استغلال غاز الأمازون تتلقى دعما ماليا كبيرا من مصارف فرنسية كبرى، و تظهر الوثائق تورطها في تمويل عمليات تسبب تدميرا بيئيا واسع النطاق، رغم التزام هذه المؤسسات المصرفية بقواعد تفرض العمل مع مشاريع تحترم البيئة،
وتلعب الأمازون، المعروفة بكونها رئة الأرض، دورا أساسيا في تنظيم المناخ العالمي وتوفير موائل لملايين الأنواع الحية. ومع ذلك، فإن استغلال الغاز الطبيعي في المنطقة يهدد هذه الوظائف الحيوية، حيث يؤدي إلى إزالة الغابات، وتصاعد انبعاثات الكربون، وتعطيل الأنظمة البيئية.
ودعت ردود الأفعال حول هذا التحقيق، إلى مراجعة عاجلة لسياسات التمويل التي تنتهجها البنوك الكبرى، وأكدت أهمية وضع ضوابط أكثر صرامة لمنع تمويل المشاريع التي تضر بالبيئة، و طالب ناشطون بيئيون ومجموعات حقوقية بالحد من أنشطة شركات النفط والغاز في المناطق الحساسة بيئيا مثل الأمازون، ودعم مبادرات التنمية المستدامة التي تضمن حماية هذه الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
ويستمر الجدل العالمي حول مدى مسؤولية الشركات والمصارف في تدمير البيئة، خاصة في مناطق حيوية مثل الأمازون، وهو نقاش يعكس التحديات الكبرى لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية.