في إطار التفعيل الميداني للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، و الهادفة إلى تعزيز الإدماج الاقتصادي للفئات الشابة وتحسين ظروف عيشها، نظمت عمالة إقليم سيدي سليمان، يوم الجمعة 18 أبريل 2025، حفلا رسميا تم خلاله توزيع عدد من المشاريع المدرة للدخل لفائدة الشباب و التعاونيات المحلية.
ترأس هذا الحدث التنموي الهام السيد إدريس روبيو، عامل الإقليم، بحضور السلطات المحلية، وممثلي المجالس المنتخبة، وأعضاء اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، إضافة إلى عدد من الفاعلين المحليين والمنتخبين، حيث شكل هذا اللقاء مناسبة للاحتفاء بروح المبادرة والريادة لدى شباب الإقليم، ولتجديد التأكيد على التزام مختلف المتدخلين بمواكبة هؤلاء المقاولين الجدد في مسارهم نحو النجاح والتمكين الاقتصادي.
وقد تم خلال هذا الحفل توزيع 32 مشروعا مدرا للدخل، استفاد منها شباب حاملو أفكار مبتكرة و تعاونيات ناشئة، وذلك في إطار برنامج “تحسين الدخل و الإدماج الاقتصادي للشباب”، أحد أبرز برامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتوزعت هذه المشاريع على محورين رئيسيين:
27 مشروعا فرديا، في إطار محور “دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب”، استفاد منها شباب حاملو أفكار مشاريع .
5 مشاريع تعاونية، ضمن محور “تحسين الدخل”، والتي تندرج ضمن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، حيث تم تمويل هذه المبادرات لدعم دينامية التعاونيات وتمكينها من أدوات الإنتاج والتسويق الحديثة.
كما عكست طبيعة المشاريع التي تم توزيعها التنوع الكبير في أفكار الشباب، و استجابت لحاجيات السوق المحلي.
وشملت المشاريع في محور دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب مجالات متنوعة:
الصناعات الغذائية: 4 مشاريع
الصناعة التقليدية والحدادة: 1 مشروع
التجميل وتصفيف الشعر: 3 مشاريع
المخبوزات والحلويات: 1 مشروع
الاتصال السمعي والبصري: 1 مشروع
تنظيم التظاهرات والمناسبات: 5 مشاريع
صيانة السيارات: 1 مشروع
الوجبات السريعة: 1 مشروع
الخدمات العامة: 8 مشاريع
النسيج والخياطة: 4 مشاريع
أما فيما يخص القطاعات التي تخص محور تحسين الدخل فتوزعت على الشكل التالي:
– تثمين منتجات الخلية(2 مشروعين)
– تربية الدجاج وإنتاج البيض البلدي(2مشروعين)
– النجارة والنقش على الخشب (1 مشروع)
هذا التعدد في طبيعة المشاريع يعكس رغبة حقيقية في خلق نسيج اقتصادي محلي متنوع و مستدام، يعتمد على الابتكار المحلي و يعزز فرص الشغل الذاتي.
وخلال هذه المناسبة، نوه السيد عامل الإقليم بالدور المحوري الذي يلعبه الشباب في تحقيق التنمية المنشودة، مشددًا على أهمية الانتقال من مرحلة الدعم المالي إلى مرحلة المواكبة والتأطير والتكوين المستمر، باعتبارها شروطًا أساسية لضمان استدامة المشاريع وتحقيق الأثر الإيجابي المرجو على المستوى المحلي.
كما دعا كافة المتدخلين من سلطات محلية، وهيئات منتخبة، وفاعلين في المجتمع المدني، إلى تظافر الجهود من أجل خلق منظومة اقتصادية دامجة تمكن الشباب من الانخراط في الحياة الإنتاجية و الاقتصادية و الاجتماعية بثقة وكفاءة.
هذا النشاط يندرج في سياق الجهود المتواصلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعزيز مناخ الثقة والتفاؤل لدى الشباب المغربي، وتفعيل مبدأ “الإنصات ثم الفعل”، حيث تمثل هذه المبادرة الملكية رافعة حقيقية للتنمية المستدامة، من خلال تمكين الأفراد من الإمكانيات اللازمة لبناء مستقبل أفضل، والحد من الهشاشة، وتحقيق العدالة المجالية.
وبذلك، تواصل عمالة إقليم سيدي سليمان التزامها الراسخ بخدمة ساكنتها، خصوصًا الشباب منهم، عبر مشاريع ملموسة تترجم الأهداف الكبرى للمبادرة إلى نتائج واقعية تسهم في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الرأسمال البشري.
