زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب.. خطوة لتعزيز الديبلوماسية الطاقية

ECO1729 أكتوبر 2024
زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب.. خطوة لتعزيز الديبلوماسية الطاقية
إيمان بنسعيد

يتعزز التعاون الاقليمي بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي ستضخ نفسا جديدا في الشراكة المغربية الفرنسية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي،  أو على مستوى قطاعات أخرى تحظى بالأولوية في الولاية الحالية للرئيس الفرنسي، خاصة منها الطاقات المتجدده .

يؤسس هذا التعاون الطاقي لدبلوماسية طاقية جديدة في أوجه التعاون بين المغرب وفرنسا على اعتبار أن القارة الأوروبية الأوروبية قد سطرت لنفسها نهجا نحو تبني الحياد الكربوني كخيار مستقبلي في تعاطيها مع ازمه المناخ .

إن التعاون في مجال الطاقات المتجددة يأتي بموازاة مع التحول الطاقي الأوروبي الذي تهيكله الصفقه الأوروبية الخضراء، على اعتبار أنها الضمان الرئيسي لتحقيق الانتقال الى إقتصاد حديث، أكثر فاعلية في استغلال الموارد؛ وتفرض الصفقة، على الدول الموقعة عليها، أن تتجه تدريجيا نحو الحياد الكربوني في سنة 2050، وتمويل مشاريع الاستدامة البعيدة عن الوقود الأحفوري. ومن خلال ذلك، تراهن أوروبا على أن تصبح القارة الأولى عالميا المحايدة مناخيا و أول قارة في بناء نموذج اقتصاد دائري جديد.

هنا تبرز أهمية المغرب كشريك حقيقي لفرنسا في تحقيق هذا الانتقال الطاقي بفضل النتائج التي حققها في مجال الاستدامة، عبر  التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات بين المغرب وشركات فرنسية وعالمية تعمل في مجال الطاقات المتجددة وشركات أخرى متخصصة في حلول الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر.

إن التعاون المغربي-الفرنسي في المجال الطاقي ليس وليد الزيارة الحالية للرئيس الفرنسي، بل إن البلدين يعملان في إطار  ديبلوماسية طاقية، تم التأسيس لها منذ سنوات. 

 لقد صنف مجلس الطاقة العالمي  من بين الدول الخمسة التي تتوفر على قوة هائلة وإمكانيات لأجل تصدير وإنتاج الجزيئات الخضراء من الهيدروجين الاخضر؛ بالإضافة إلى أن هناك دراسة علمية أنجزها باحثون مغاربة، مفادها ان المملكة لديها القدرة على المنافسة في سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة مخفضة تصل الى 2،54 دولار للكيلوگرام الواحد بمدينة الداخلة وحدها.

ويتوقع أن ينتج المغرب، مع حلول سنة 2050، ما يقارب أربعة في المئة من احتياجات العالم من الهيدروجين الأخضر بفضل توفره على مؤهلات طبيعية كبيرة ضرورية لإنتاج هذه المادة الأساسية، كالطاقة الشمسية و الطاقة الريحية، إضافة الى سهولة ولوج المغرب الى الماء، لأن لديه أيضا كل الإمكانيات التي تجعله في المراتب الأولى لإنتاج هذه الطاقة وتسويقها على المستوى الجيوسراتيجي؛ فهو مثلا قريب جدا من القارة الأوروبية حيث  يمكن لوسائل النقل في هذه الأخيرة أن تتخلص بالكامل من تبعية الطاقة الأحفورية مع مطلع 2050، مما يجعل من أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص زبونا مهما للمغرب في مجال الهيدروجين الأخضر.

ويحظى المغرب، على المستوى الاقتصادي، بثقة كبيرة من البنوك الدولية لأجل البدء في تنفيذ مشاريع إنتاج الهيدروجين النظيف. والوصول الى هذا المطلب يتحقق من خلال خارطة طريق تسهر على تنفيذها اللجنة الوطنية للهيدروجين الأخضر لتوفير بنية تحتية، تجعل من المغرب قوة إنتاجية لهذه الثروة الخضراء.

و لقد أبدى المغرب استعداده، أن يكون هو الاخر، بحلول سنة 2050 قد دخل في إطار الحياد الكربوني من خلال قوته الطبيعية في إنتاج الطاقة النظيفة .

المصدر 2M
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق