يخوض الفلاح البيروفي ساول لوسيانو ليويا معركة قانونية، منذ عشر سنوات، ضد شركة آر دبليو إي الألمانية RWE، مُحمِّلا إياها جزءا من مسؤولية الاحتباس الحراري الذي يهدد منزله في جبال الأنديز بسبب ذوبان الأنهار الجليدية.
يطالب الفلاح البيروفي الشركة بدفع 17،000 يورو للمساهمة في خفض منسوب بحيرة بالكاكوشا، التي ارتفع مستواها بشكل خطير.
ورغم أن القضية أُعيد قبولها في الاستئناف سنة 2017 بعد رفضها في البداية، فإن الإجراءات القضائية تباطأت بسبب جائحة كوفيد-19. فيما زار تسعة خبراء المنطقة لتقييم المخاطر، في سنة 2022.
دافعت الشركة الألمانية عن نفسها بالقول أنها لا تمتلك منشآت في دولة البيرو، وأنها لا تتحمل مسؤولية مباشرة عن التغير المناخي؛ و أنه “من غير الممكن قانونا عَزوُ الآثار المحددة لتغير المناخ إلى مصدر واحد للانبعاثات”. كما تشير آر دبليو إي، التي تدير العديد من مناجم الفحم الحجري في ألمانيا، وهو معدن شديد التلوث، إلى أنها تمتثل دائما للقوانين الوطنية المتعلقة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وقد حددت لنفسها هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول سنة 2040، متعهدة بالتوقف عن توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في حوض الراين بحلول سنة 2030، مع الاستثمار بشكل كبير في طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
تعد هذه القضية جزءا من موجة متزايدة من الدعاوى البيئية ضد الشركات الكبرى، إذ رُفِعت أكثر من 80 قضية ضد كبار منتجي الكربون منذ اتفاقية باريس 2015، ومنها دعوى سكان جزيرة باري الإندونيسية ضد شركة الإسمنت السويسرية هولسيم Holcim.