دراسة: من هم العمال الأكثر تعرضا للإجهاد الحراري ؟

ECO1716 يناير 2025
دراسة: من هم العمال الأكثر تعرضا للإجهاد الحراري ؟
ابراهيم بوكيوض

يتسم التعرض للحرارة الشديدة، أو ما أصبح يعرف بالإجهاد الحراري stress thermique، بعدم التوازن، حيث تتحمل الاقتصادات النامية العبء الأكبر من هذا التعرض فيما يتعلق بالإنتاج. وفقا لدراسة تم نشرها في مجلة Nature Communications، فإن الهند والصين وإندونيسيا ونيجيريا وبنغلاديش هي الدول الخمس الأولى من حيث إجمالي ساعات التعرض للإجهاد الحراري.

تكشف الدراسة أن التجارة مسؤولة عن حوالي ربع تعرض القوى العاملة العالمية للحرارة الشديدة، موضحة الانتقال الكبير للتعرض للإجهاد الحراري من الاقتصادات المتقدمة إلى الاقتصادات النامية.

وأوضح الباحثون استخدامهم لنموذج مناخي ونموذج المدخلات والمخرجات لتقييم المخاطر المرتبطة بالتعرض للحرارة الشديدة نتيجة ممارسة التجارة بين 1995 و2020. أظهرت النتائج زيادة بنسبة 89% في تعرض العمال للإجهاد الحراري، في مجال التجارة، من 221.5 مليار ساعة عمل في سنة 1995 إلى 419.0 مليار ساعة عمل في سنة 2020.

تشكل الاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأدنى والدخل المنخفض 53.7% و18.3% من التعرض العالمي على التوالي، بينما تساهم بنسبة 5.7% و1% فقط من تعويضات العمالة العالمية.

يعاني العمال من الإجهاد الحراري، في الدول الأكثر تعرضا للحرارة الشديدة، خلال 50% من ساعات عملهم، إذ تعيد التجارة توزيع المخاطر العالمية بشكل غير متساو، مولدة تعرضا أكبر من القيمة المضافة أو الأجر الذي يتقاضاه العامل.

كما لاحظت الدراسة أن أغنى الاقتصادات تشهد ساعات تعرض أقل لنصيب الفرد مقارنة بنظيراتها النامية. فدول مثل الهند والصين وإندونيسيا ونيجيريا وبنغلاديش كانت مسؤولة عن 24.7% و13.4% و7.3% و4.3% و4.2% على التوالي، من إجمالي ساعات التعرض للإجهاد الحراري في سنة 2020 . شهدت هذه الدول، التي تعتمد على العمالة الكثيفة والحساسة للحرارة الشديدة، تعرض نسبة كبيرة من القوى العاملة لهذه الظروف. في نيجيريا، على سبيل المثال، تعرض العمال للإجهاد الحراري بنسبة 59.4% من ساعات عملهم في سنة 2020.

كما تباينت إعادة توزيع “التعرض للحرارة” حسب المنطقة. فقد شهدت اقتصادات أمريكا الشمالية وأوروبا تحويلا، في التعرض للحرارة، إلى مناطق أخرى، في حين تحملت اقتصادات أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا العبء الأكبر من التعرض المنقول.

وواجهت بلدان مثل تايلاند ونيجيريا، على سبيل المثال، في سنة 2020، متوسط ساعات تعرض للفرد للحرارة بلغ 1319.5 ساعة و1186.8 ساعة على التوالي، مقارنة بحوالي 28.1 ساعة في ألمانيا و260.9 ساعة في الولايات المتحدة.

يعني التعرض للحرارة أو الإجهاد الحراري، غير المتناسب في الاقتصادات النامية، أن العمال في هذه المناطق يعملون لساعات أطول في ظروف حرارية شديدة مقارنة بنظرائهم في الاقتصادات الأكثر تقدما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق