جامعة القاصي عياض..أطروحة ترصد الإستراتيجية الاتصالية الحكومية في فترات الأزمات
شكل موضوع الإستراتيجية الاتصالية الحكومية في فترات الأزمات محور أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق، تقدم بها الباحث عبد الرحمان كامل، نهاية الأسبوع الماضي، في إطار مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش.
تناول الباحث الاستراتيجيات الاتصالية التي اعتمدتها وزارة الداخلية أثناء أزمة كوفيد-19، مع تقييم فعاليتها من منظور مؤسّسات الإعلام الإلكتروني خلال الفترة الزمنية 2020-2024. واستهل الباحث المناقشة بتقديم شامل لموضوع الأطروحة وأهميتها العلمية والعملية، مشيرا إلى السياق الاستثنائي الذي فرضته جائحة كوفيد-19 على جميع القطاعات، لا سيما على مستوى إدارة الأزمات والاتصال الحكومي، موضحا أن الهدف الرئيسي للبحث هو تقييم إجراءات تنفيذ الاستراتيجية الاتصالية لوزارة الداخلية خلال فترة أزمة كوفيد 19، والوقوف على مدى مساهمتها في احتواء الموقف والحدّ من التداعيات السلبية له، ومحاولة الخروج بمجموعة من الدروس المستفادة من الواقع العملي وتقديم بعض الخلاصات التي يمكنها أن تساهم في كفاءة وجودة الجهود الاتصالية الحكومية في فترات الأزمات المماثلة مستقبلا.
وتضمنت الأطروحة قسمين رئيسيين: الأول تمحور حول الأطر النظرية للاستراتيجية الاتصالية الحكومية في فترات الأزمات، والثاني، تركز حول تحليل وتقييم الاستراتيجية الاتصالية لوزارة الداخلية خلال أزمة كوفيد 19.
كما اشتملت الأطروحة على تحليل إحصائي لآراء عينة من مؤسسات الإعلام الإلكتروني بجهة الدار البيضاء سطات، حيث أظهرت النتائج نقاط قوة لدى وزارة الداخلية، مثل القدرة على نشر المعلومات بسرعة أثناء الأزمة، والتنسيق الجيد مع الوزارات الأخرى، ولكنها أظهرت أيضا نقاط ضعف عدة، منها نقص الشفافية في إيصال المعلومات والتأخير في نشر البيانات الهامة إضافة إلى النقص في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمة. وأظهر التقييم العام للإستراتيجية تباينا في فعالية الإجراءات المتخذة خلال مراحل الأزمة المختلفة، حيث كانت بعض رسائل وزارة الداخلية غير واضحة في أوقات معينة، وهو ما أدى إلى سوء فهم لدى الجمهور وزيادة تداول الشائعات والأخبار الزائفة؛ وفي المقابل، نجحت الوزارة في توفير استجابة سريعة في بعض المواقف من خلال التنسيق مع جهات حكومية أخرى ما ساعد على تقديم حلول متكاملة في مواجهة أزمة كوفيد 19.
وتعد الأطروحة مساهمة علمية على مستوى تسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في الاتصال الحكومي خلال فترات الأزمات بشكل عام، واقتراحها لحلول عملية لتحسين الأداء والفعالية في الأزمات المستقبلية، وهو ما يجعل منها مساهمة علمية هامة تقدم إطارا مفاهيميا وتحليليا للباحثين والمهتمين، كما تقدم مقترحات عملية لصانعي القرار في سياق تحسين استراتيجيات الاتصال الحكومي في مواجهة الأزمات المستقبلية. وفي ختام المناقشة، قررت اللجنة التي تكونت من الدكتور محمد نشطاوي رئيسا والدكتور إدريس لكريني مشرفًا وعضوا، والدكاترة محمد البزاز، الحسين شكراني، عبد الفتاح البلعمشي أعضاء ومقررين، منح الباحث شهادة الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية بميزة مشرف جدّا مع تنويه اللجنة بالعمل، تقديرا لجهوده العلمية المتميزة وإضافته القيمة إلى مجال إدارة الأزمات.
