شهدت تشيلي، منذ أكتوبر الماضي، 17 موجة حر، مقارنة بموجتين فقط خلال الموسم السابق، مما يعكس زيادة ملحوظة نتيجة تغير المناخ. امتدت موجات الحر هذه لفترات أطول، وصلت إلى أربعة أيام، مقارنة بيومين فقط في المواسم السابقة، ما أدى إلى جفاف الوقود الطبيعي ويزيد من مخاطر اندلاع الحرائق.
وفقا لبيانات المؤسسة الوطنية للغابات في تشيلي، تم تسجيل 3.018 حريقا منذ يوليوز 2024 حتى منتصف يناير 2025، بزيادة 18% عن الموسم السابق؛ ومع ذلك، تأثرت مساحة أقل بالحرائق (18.272 هكتارا) بانخفاض قدره 14% مقارنة بالموسم السابق. وتعد منطقة العاصمة الأكثر تأثرا (4,024 هكتارا)، تليها أوهيغينز وماولي.
تشير الإحصاءات إلى أن 66% من الحرائق ناجمة عن الإهمال البشري، بينما 25% منها متعمدة. وتزيد الظروف المناخية الحالية، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار، من خطورة هذه الحرائق وتحول بعضها إلى حرائق كارثية.
شهدت تشيلي ثلاث حرائق كارثية خلال السنوات الثماني الماضية، كان أبرزها حريق “لاس ماكيناس” سنة 2017، الذي دمر أكثر من 180 ألف هكتار وخلف 11 قتيلا. بالإضافة إلى ذلك، تسبب حريق “سانتا آنا” في سنة 2023 في مقتل 13 شخصا، بينما شهدت سنة 2024 حريقا كبيرا في فالبارايسو أدى إلى أضرار واسعة النطاق.
تواجه فرق الإطفاء تحديات كبرى بسبب شدة الحرائق، إذ تتجاوز قدراتها أحيانا. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن 91% من الحرائق يتم إخمادها قبل أن تتجاوز خمسة هكتارات، ما يعكس تحسنا في إدارة الحرائق.
ارتفع عدد الإنذارات الحمراء بنسبة 230% مقارنة بالموسم السابق، مع تسجيل 122 إنذارا حاليا، ما يشير إلى زيادة المخاطر على المناطق المأهولة والبنية التحتية.
تسلط هذه الأرقام الضوء على التأثير الواضح لتغير المناخ على البيئة في تشيلي، مع ضرورة تكثيف الجهود للحد من الحرائق والتعامل مع تبعات الظواهر المناخية المتطرفة.