بوعزة سلاك.. أزمة الماء لم تنته بعد

ECO1718 مارس 2025
بوعزة سلاك.. أزمة الماء لم تنته بعد

رغم التحسن الذي شهدته بعض الأحواض المائية، إلا أن الجفاف الهيكلي ما يزال يتطلب تدبيرا عقلانيا للموارد المائية. 

شهد المغرب، خلال الأسابيع الأخيرة، تساقطات مطرية وثلجية مهمة، بعد فترة جفاف دامت ست سنوات متتالية، أعادت الأمل في تحسن الوضع المائي والزراعي بالبلاد، حيث ساهمت هذه الأمطار في ارتفاع نسبة ملء السدود وتحسن المخزون المائي الجوفي، كما بعثت التفاؤل في أوساط الفلاحين الذين عانوا من قلة الموارد المائية وتأثيرها على محاصيلهم الزراعية.

وفي ظل هذا المستجد، تطرح عدة تساؤلات حول مدى تأثير هذه التساقطات على نسبة ملء السدود، والأحواض الأكثر استفادة منها، وإمكانية تجاوز الأزمة المائية، وكذلك انعكاساتها على القطاع الفلاحي.

وفي هذا الصدد، صرح بوعزة سلاك، إطار بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان وباحث متخصص في البيئة والتغير المناخي، لقناة ميدي1، حيث أوضح أن التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة أثرت بشكل إيجابي على حقينة السدود، لا سيما في الأحواض المائية الشمالية التي شهدت تحسنا ملحوظا، حيث تجاوزت بعض السدود نسبة الملء فيها 100%، في حين أن السدود الواقعة في المناطق الوسطى والجنوبية لا تزال تعاني من عجز مائي، خصوصا في حوض أم الربيع، الذي لم تتجاوز نسبة الملء فيه 10%.

وأشار إلى أن الأحواض الشمالية، مثل حوض اللوكوس وسبو، كانت الأكثر استفادة، نظرا إلى تراجع حدة الجفاف فيها وتحسن الواردات المائية. بالمقابل، لا تزال بعض الأحواض، مثل درعة وأم الربيع، تعاني من العجز المتراكم بسبب موجات الجفاف الممتدة لعدة سنوات.

ورغم التحسن المسجل، أكد أن هذه التساقطات لا تعني نهاية الأزمة المائية، إذ لا يزال المغرب يعاني من جفاف هيكلي يتطلب تدبيرا عقلانيا للموارد المائية، مع تعزيز مشاريع تحلية المياه وتحسين تقنيات الري وترشيد الاستهلاك، خصوصا في القطاعات التي تعتمد على المياه بكثافة، مثل الزراعة والصناعة والسياحة.

وفيما يخص تأثير التساقطات الأخيرة على القطاع الفلاحي، أوضح أسلاك، أن التأثير سيكون إيجابيا، خاصة في المناطق التي استفادت من الأمطار المبكرة خلال الخريف، مثل المنطقة الشرقية وسهول الغرب وزعير. كما ستساهم في تحسين المراعي ودعم زراعات الحبوب والقطاني، مما سيخفف من الأعباء على المزارعين ومربي الماشية.

فيما شدد على أن نجاح الموسم الفلاحي يظل رهينا بتوزيع التساقطات خلال الأشهر المقبلة، لا سيما في شهر أبريل، الذي يعد حاسما للمحاصيل الزراعية.

وفي الأخير، رغم التحسن الملحوظ الذي شهدته بعض الأحواض المائية في المغرب بفضل التساقطات الأخيرة، إلا أن التحديات المائية لا تزال ماثلة أمامنا. فهل سيكون هذا الموسم نقطة انطلاق نحو استدامة مائية حقيقية، أم أننا سنعود مجددا لمواجهة أزمة جديدة إذا تواصلت التقلبات المناخية؟. الأيام المقبلة وحدها ستجيب عن هذا السؤال الحاسم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق