تعد الألعاب الأولمبية الصيفية حدثا رياضيا ضخما يشارك فيه آلاف الرياضيين من جميع أنحاء العالم، تسعى من خلاله الدول المشاركة إلى تقديم أفضل أداء لها من أجل تحقيق المجد الرياضي، مما يستوجب توفير بيئة رياضية سليمة تراعي سلامة الرياضيين وتحترم معايير الاستدامة.
وتجدر الإشارة إلى أن الألعاب الأولمبية الأخيرة لـسنة 2024 قد أقيمت في باريس، وكانت التوقعات المنتظرة من هذه الدورة كبيرة، حيث صرح رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ “التوقعات بالنسبة لباريس كبيرة – في جميع النواحي- فالألعاب الأولمبية الصيفية لهذه السنة يراد لها أن تكون مستدامة وشاملة وتعزز المساواة بين الجنسين”.
وسعت السلطات الفرنسية بدورها إلى اتخاذ مجموعة من التدابير التي تؤكد التزامها بالحماية البيئية، معتمدة على الأفكار الصديقة للبيئة، لـتتفاجأ بارتفاع مستويات التلوث بنهر السين، بعد حظر دام لمائة سنة، رغم تأكيد المنظمين على أن جودة المياه ستكون جيدة خلال فترة الأولمبياد.
وكشفت بعض التقارير أن الرياضيين سبحوا في مياه ملوثة أدت إلى إصابتهم بأمراض معوية ، فيما وصف بعض الخبراء والمحللين الفرنسيين والعالميين أن قرار السباحة في نهر السين هو بمثابة تستر يهدد الصحة والمال العامين.
وأدى التلوث على مستوى نهر السين، إلى تأجيل مجموعة من السباقات بسبب ارتفاع مستوى التلوث، وفي هذا الصدد هددت اللجنة الأولمبية البلجيكية بعدم مشاركة فريقها في سباق التتابع المختلط بعد مرض إحدى اللاعبات البلجيكيات، إضافة إلى تسجيل بعض حالات التقيؤ، مع إدلاء مجموعة من اللاعبين بشهادات خطيرة عقب سباحتهم في نهر السين.
ويشار أن نهر السين يقع في شمال فرنسا ويمر عبر العاصمة باريس ، ويعتبر طريقا مائيا تجاريا ومصدر جذب للسياح من جميع أنحاء العالم ، ويعرف أيضا بكونه أحد أكثر الأنهار رومانسية في العالم، لكنه يواجه مجموعة من المشاكل تتمثل في تسرب الأمطار ومياه الصرف الصحي إليه مؤثرة بذلك على جودته، خاصة وأن تصميم النهر يعود إلى القرن التاسع عشر.