انطلقت أعمال النسخة الثالثة من المنتدى العربي للأرض والمناخ يوم 8 أكتوبر الجاري تحت شعار الطريق إلى COP16 نحو تعزيز صمود ومرونة الأراضي العربية من تنظيم الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية.
وشهد المنتدى الذي ينظم في إطار استضافة المنطقة العربية ممثلة في المملكة العربية السعودية للأعمال السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024م، وتحت رعاية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنميةحضور خبراء وباحثين وممثلي منظمات المجتمع المدني ومختلف أصحاب المصلحة.
و استمر المنتدى ليومين انكبوا خلاله المشاركين بالتباحث في آليات صون الأراضي المنتجة والحد من أحد أخطر التحديات البيئية التي تواجه المنطقة العربية، وهي التصحر وتدهور الأراضي والجفاف. وإلقاء الضوء على العوامل الطبيعية والبشرية التي تفاقم من هذا التحدي، و آثاره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. والحلول الممكنة من خلال تطوير السياسات وبناء القدرات وإقامة الشراكات لتعزيز آليات التكيف مع تلك الآثار والحد من تدهور الأراضي المنتجة واستعادة ما يمكن منها في المنطقة العربية، كما سلط المنتدى الضوء على الجهود العربية في إطار تحقيق حياد تدهور الأراضي وهو الغاية الثالثة للهدف 15 – حماية النظم الإيكولوجية البرية واستعادتها وإدارتها المستدامة- من أجندة 2030، والخاص بتحقيق عالم خالٍ من تدهور الأراضي بحلول عام 2030.
كما تميز المنتدى بمشاركة المجتمع المدني المغربي من خلال مداخلة للناشط البيئي حمزة ودغيري رئيس الجمعية المغربية للاقتصاد الأخضر من أجل البيئة و العدالة المناخية، الذي أكد خلالها إلى أن المغرب، على غرار العديد من بلدان المنطقة، يواجه تحديات التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، بسبب تأثير التغير المناخي، موضحا جهود المغرب الدؤوبة والتزامه الدائم في مجال مكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.
وأبرز ودغيري ، أن هذا الالتزام يقع في صميم الاستراتيجية الوطنية الجديدة للتنمية المستدامة. وأوضح رئيس الجمعية في عرض كلمته في شأن بناء القدرة على الصمود في مواجهة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف بالمنطقة العربية، وضح أن المجتمعات المحلية العربية، تمتلك معرفة عميقة بالبيئة المحيطة بها وطرق إدارة الموارد الطبيعية التي تم تطويرها عبر أجيال من التجربة والممارسة مع مرور الزمن.
وأشار ودغيري إلى أن هذه المعرفة التقليدية يمكن أن توفر حلولا مستدامة عندما تدمج مع السياسات و الاستراتيجيات والتقنيات المتقدمة الحديثة.
وفي السياق ذاته استشهد ودغيري بنظام الخطارات المائية كأنظمة نقل نشيطة للمياه عبر أروقة تحت أرضية التي انتشرت في المغرب منذ أزيد من ألف سنة ، باعتبارها معلمة تاريخية واقتصادية واجتماعية وتراثا إيكولوجيا جديرا بالاهتمام والرعاية ورد الاعتبار، لاسيما في الوقت الذي انتبهت فيه الانسانية الى أخطار التقلبات المناخية.
و يعتبر المنتدى آلية عربية دورية الانعقاد تعنى بقضايا البيئة والتنمية والمناخ، وتساهم في الجهود المبذولة في إطار إنفاذ الأهداف 13 و14 و15 المتعلقة بالعمل المناخي وحماية الحياة تحت الماء وحماية الحياة في البر من أجندة 2030.