الميكروبات الكامنة في جليد القطب الشمالي.. هل تهدد العالم بأمراض قاتلة؟

ECO178 يناير 2025
الميكروبات الكامنة في جليد القطب الشمالي.. هل تهدد العالم بأمراض قاتلة؟

يؤدي تغير المناخ المستمر إلى إذابة التربة المتجمدة في القطب الشمالي، مما يثير مخاوف العلماء بشأن المخاطر الصحية المحتملة، ويحذر الخبراء من أن هذا الذوبان قد يطلق موجة من الميكروبات القاتلة التي ظلت كامنة في الجليد لآلاف السنين.

في هذا الإطار، سلط تقرير مشترك لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والمجلس الدولي للعلوم بعنوان “استكشاف آفاق جديدة” الضوء على هذا الخطر، مشيرا إلى التحديات الناشئة التي تهدد صحة الإنسان وصحة الكوكب.

وجاء في التقرير أن القطب الشمالي، الممتد عبر ثماني دول، يغطي طبقة سميكة من التربة الصقيعية المكونة من التربة، الصخور، الجليد، والمواد العضوية المتجمدة، و يحذر العلماء من أن ذوبان التربة الصقيعية قد يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من البكتيريا والفيروسات القديمة، مع تسارع الاحترار في القطب الشمالي بمعدل أسرع بأربع مرات من بقية العالم.

وأظهرت دراسة نشرت في مجلة الاستدامة البيئية أن ذوبان التربة الصقيعية يطلق نحو أربعة سكستيليون ميكروب سنويا، وهو رقم يعادل أربعة مع 21 صفرا.

وأشارت الوثيقة إلى أن ذوبان الجليد عن الحيوانات القطبية النافقة منذ زمن بعيد يثير قلق الباحثين، حيث قد تحتوي أجسادها على ميكروبات كامنة، و استشهد التقرير بتفشي الجمرة الخبيثة في سيبيريا سنة 2016، الذي تم تتبعه إلى مقبرة عمرها أكثر من 70 عاما، وأدى هذا التفشي إلى نفوق أكثر من 2500 رنة وانتقال المرض إلى البشر، مما أسفر عن وفاة طفل وإصابة العشرات.

وفي السياق نفسه، قالت أندريا هينوود، كبيرة العلماء في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن وجود هذه الميكروبات في التربة الصقيعية يجعل من الصعب تقدير مدى خطورتها أو انتشارها، مضيفة: “رغم أن انتقال الأمراض بين البشر والحيوانات ليس ظاهرة جديدة، إلا أن حدوثها في القطب الشمالي يمثل تحديا غير مسبوق”.

ويدفع الاحترار العالمي إلى توسع النشاط الاقتصادي في القطب الشمالي، مما يزيد من تعرض البشر للتربة الصقيعية الذائبة وميكروباتها المحتملة، وأوضحت هينوود أن تغير استخدام الأراضي في القطب الشمالي قد يكون خطيرا على الصحة العامة.

من جهة أخرى، تحتوي التربة الصقيعية على 1500 غيغا طن من الكربون، أي ضعف الكمية الموجودة في الغلاف الجوي، ويؤدي ذوبان التربة إلى إطلاق هذا الكربون على شكل غازات مسببة للاحتباس الحراري، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، مما يساهم في تفاقم الاحترار العالمي.

وحذرت هينوود من “دورة كارثية محتملة”، داعية إلى كبح جماح الغازات المسببة لتغير المناخ ومواصلة مراقبة التربة الصقيعية، مؤكدة على ضرورة استخدام الأدوات العلمية المتاحة لتوجيه الجهود نحو حماية الكوك.

وتعكس هذه التحذيرات أهمية اتخاذ إجراءات فورية للتعامل مع التأثيرات البيئية والصحية الناجمة عن ذوبان التربة الصقيعية، لضمان سلامة البشرية ومستقبل الأرض.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق