تجمع بين الرباط وباريس روابط تاريخية وسياسية وثيقة، تشمل الجانب الاقتصادي أيضا، حيث يسعى الجانبان لتقوية التعاون في إطار مبدأ ” رابح-رابح ” الذي يحقق التوازن ويعكس الشراكة المثمرة بين البلدين.
وتأتي هذه العلاقات في ظل النمو المتسارع للتبادل التجاري بين المغرب وفرنسا، والذي بلغ مستوى قياسي وصل إلى 14.1 مليار يورو خلال سنة 2023، بحيث تحتل فرنسا المرتبة الأولى بين الدول المستثمرة في المملكة.
وقد شهدت الاستثمارات المغربية في السوق الفرنسي نموا ملحوظا، إذ ارتفعت من 372 مليون يورو سنة 2015 إلى 1.8 مليار يورو بحلول سنة 2022، مما يجعل المغرب أكبر مستثمر إفريقي في فرنسا، ويعكس كذلك أهمية المغرب كبوابة استراتيجية للاستثمارات الفرنسية نحو القارة الإفريقية.
إلى جانب أن الرباط تحتضن ما يقارب ألف مقاولة فرنسية توفر حوالي 150 ألف منصب شغل، في مختلف القطاعات، كصناعة السيارات وقطاع الطيران والبنوك والاتصالات، كما تعتمد الصادرات المغربية نحو فرنسا على منتجات زراعية وصناعية تشمل قطع السيارات، الأسلاك الكهربائية، والملابس الجاهزة، حيث تدر هذه الصادرات نحو 7.4 مليار يورو على خزينة المملكة.
ويعتبر المغرب الوجهة السياحية المفضلة للفرنسيين لمقوماتها الطبيعية و الثقافية وبنيتها التحتية ، كما أنها تساهم في تعزيز السياحة بالمغرب، إذ يزور المملكة أكثر من مليوني سائح فرنسي سنويا، تقدر نفقاتهم بحوالي 1.5 مليار دولار، مما يعكس التأثير الإيجابي للروابط الاقتصادية على القطاعات السياحية والتنموية.
و يعد المغرب أكبر المستفيدين من تمويلات الوكالة الفرنسية للتنمية، حيث يتم توجيه هذه التمويلات لمشاريع بنى تحتية وبرامج تنموية في مختلف القطاعات، مما يعزز آفاق التعاون ويدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة، جاعلا من الشراكة المغربية-الفرنسية نموذجا للتعاون الإقليمي الناجح.