يعد المشي وسيلة فعالة وسهلة لتعزيز اللياقة البدنية وزيادة أمد الحياة،حيث أظهرت الأبحاث الحديثة أن المشي له فوائد كبيرة في تحسين اللياقة البدنية العامة وزيادة أمد الحياة. فمن خلال دراسة نشرت في مجلة The Lancet، تم التوصل إلى أن المشي لمدة 15 دقيقة يوميا، بوتيرة متوسطة تعادل 3000 خطوة، يمكن أن يطيل العمر بنحو 3 سنوات ويقلل من خطر الوفاة بنسبة 14% مقارنة بالأشخاص غير النشطين، مع توصيات تؤكد أن تحقيق 4000 خطوة يوميا يعد الحد الأدنى المثالي للصحة، بينما يجب أن يهدف الأشخاص الباحثون عن صحة أفضل إلى القيام بين 6000-7000 خطوة يوميا.
ويساهم المشي المنتظم في تقوية صحة القلب، والعظام، والعضلات، ويساعد في تقليل التوتر، وتحسين الحالة المزاجية، كما أنه يعزز المناعة ويحافظ على استقرار الوزن، وقد وجدت الدراسات أن هذه الفوائد لا تقتصر على مجموعة معينة من الأشخاص، بل تمتد إلى جميع الأعمار والجنسين، وكذلك الأفراد المعرضين لمشاكل صحية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويعتبر الجمع بين المشي وأنواع أخرى من التمارين الرياضية، مثل التمارين القلبية وتمارين القوة، أمرا أساسيا للحفاظ على صحة الجسم بشكل شامل، فمثلا، تمارين القلب تعمل على تقوية القلب، بينما تساهم تمارين القوة والمرونة في دعم توازن الجسم والحد من خطر الإصابات، وخاصة لدى كبار السن.
كما ينصح الخبراء بالاستفادة من المشي كجزء من الروتين اليومي بدلا من الاقتصار على ممارسة الرياضة في فترات محددة؛ إذ يسهل دمجه في الحياة اليومية بشكل منتظم ومستدام، سواء عبر صعود الدرج بدلا من المصعد أو النزول من وسائل النقل في محطة قبل الوجهة المقصودة لإضافة خطوات إضافية.
وبهذه الطريقة، يصبح المشي نشاطا يوميا بسيطا يمكن أن يعود بفوائد صحية ضخمة على المدى الطويل، على اعتبار أن المشي اليومي ليس مجرد نشاط بدني، بل هو أسلوب حياة يمكن اعتماده بسهولة للحصول على فوائد صحية كبيرة وطويلة الأمد.