تشهد القارة الإفريقية تغيرات جيولوجية هائلة قد تعيد تشكيل الجغرافيا العالمية في المستقبل البعيد. بحيث تشير الدراسات إلى أن القارة قد تنقسم إلى جزأين بسبب الحركات التكتونية، ويرجع ذلك لاكتشاف شق خلال سنة 2005، يبلغ طوله أكثر من 56 كيلومترا في صحراء إثيوبيا، والذي يتسع بمعدل 1,27 سنتيمترا سنويا. هذا الانقسام ناتج عن نظام الصدع الإفريقي العظيم الممتد من البحر الأحمر شمالا إلى موزمبيق جنوبا، مما ينذر بانفصال شرق إفريقيا وتشكيل قارة جديدة تعرف بـالقارة النوبية خلال مليون إلى خمسة ملايين سنة، عكس ما اعتقد الباحثون سابقا بأن الانقسام سيستغرق عشرات الملايين من السنين. حسب ما كشفه كين ماكدونالد، أستاذ في جامعة كاليفورنيا، في تصريح لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
تتزايد الأنشطة الزلزالية والبراكين النشطة في المنطقة، ما يعكس استمرار التحولات الجيولوجية. وتلعب الصفائح التكتونية دورا رئيسيا في هذا الانقسام، حيث تتحرك الصفيحة الصومالية والنوبية بمعدل 1,27 سنتيمتر سنويا، وهو من أسرع معدلات الانفصال عالميا. هذه الحركات ستؤدي في النهاية إلى غمر وديان الصدع بمياه المحيط الهندي، مما سيشكل مسطحا مائيا جديدا يعادل في عمقه المحيط الأطلسي.
كما تعد البحيرات العظمى الإفريقية، التي تحتوي على 25% من المياه العذبة السطحية غير المتجمدة في العالم، حدودا طبيعية بين الصفائح التكتونية، الشيء الذي يبرز دورها في هذا التحول.
وتشير الدراسات إلى أن النشاط البركاني يتفاوت في مناطق الصدع، حيث تظهر الشقوق الضحلة في مناطق الذوبان العميق للغلاف الصخري. كما أن أمطارا غزيرة في كينيا، سنة 2018، كشفت عن شقوق جديدة، مما أثار قلق السكان المحليين من تأثيرات هذه الحركات على حياتهم اليومية.
ومع استمرار هذا الانفصال الجيولوجي، يتوقع أن تتحول البحيرات الكبرى مثل بحيرة تنجانيقا إلى أحواض مائية مرتبطة بالمحيط الهندي، مما يعزز التنوع البيولوجي في المنطقة. ومع ذلك، فإن هذه التغيرات الجغرافية تحمل تأثيرات بشرية واقتصادية كبيرة، بحيث سيواجه السكان المحليون تحديات تتعلق بالفيضانات، وتهديد الأمن الغذائي، وتغير الأنظمة البيئية.
كما أن استمرار هذه الحركات التكتونية، سيجعل العالم يشهد قارة ومحيطا جديدين، حيث ستصبح إفريقيا مركزا للتحولات الجيولوجية المقلقة، التي ستعيد تشكيل النظام البيئي والاقتصادي على مستوى العالم. كما ستجعل هذه الظاهرة من القارة الإفريقية مختبرا طبيعيا لفهم تطور الأرض وآثار الحركات التكتونية المستقبلية.