أصبحت الفلاحة الإيكولوجية تشكل بديلا للنموذج الفلاحي القديم الذي يقوم على إدخال بعض الأسمدة والمواد الكيماوية في الاستعمالات الفلاحية، خاصة وأنها تعتمد على مجموعة من التقنيات الحديثة وتقترح ممارسات مبتكرة وطرق زراعية جديدة، وتراعي الجانب الصحي للإنسان.
ويحيل مفهوم الفلاحة الإيكولوجية على الزراعة التي تعتمد نظاما فلاحيا شاملا يدمج الاعتبارات الزراعية والبيئية والمناخية والاقتصادية والاجتماعية في نفس الوقت، مع اعتماد نهج فلاحي مستدام دون مدخلات كيماوية ودون استهلاك الكثير من المياه والطاقة.
ويقوم هذا النوع الزراعي الحديث على تعزيز إحياء التربة والتنوع البيولوجي وإنتاج زراعة طبيعية متعددة المحاصيل وذات جودة عالية صحيا، معتمدة في ذلك على معطيات علمية دقيقة كالبيولوجيا والجيولوجيا وعلم التغذية وعلم الزراعة وعلم النباتات والمناخ.
ويطمح ممارسي الفلاحة الإيكولوجية إلى جعلها نظام غذائي، يحظى بالدعم من قبل السياسات العمومية الفلاحية بالمغرب، لقدرتها على التصدي للتحديات العالمية المرتبطة بالتغيرات المناخية والأمن الغذائي، اللذان أصبحا يهددان المجتمعات الإنسانية أكثر من أي وقت مضى.
وتهدف الزراعة الإيكولوجية إلى خلق فلاحة مستدامة، قادرة على تحسين قدرة الناس والمجتمعات على الصمود والتصدي للتغيرات المناخية التي تؤثر سلبا على وفرة الإنتاج، وتساهم في الجفاف وتدهور الموارد الطبيعية.
ويواجه هذا النوع الفلاحي إكراهات عدة أهمها مشكل التمويل الذي يعتبر ضروريا، ويتطلب شراكات قوية مع المنظمات التي تشجع على الاستثمار واستعمال التكنولوجيا الحديثة، كما يتطلب سياسات عمومية رشيدة تراعي جانب الاستدامة، وتنزيل مخططات تنموية فلاحية بيئية تضمن انخراط الفاعلين السياسيين والجمعويين.