تعتبر رواندا نموذجا رائدا في الحفاظ على التنوع البيولوجي ودعم السياحة الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة، حيث وجهت الحكومة طاقتها من أجل التنمية وتطوير الاقتصاد والعناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على الإنتاج والمساهمة في بناء المجتمع وتطويره.
وأصبحت العاصمة الرواندية كيغالي، من بين أهم المدن الإفريقية من الناحية الجمالية، بفضل القوانين والسياسات التي تبناها الرئيس الجديد، وكذلك اعتياد السكان على التعاون والتآزر أو باختصار “خدمة المجتمع”، حيث يجب على كل أسرة رواندية المساهمة في أعمال التنظيف أو التصليح أو الصيانة خارج المنزل في السبت الأخير من كل شهر، وهي جزء من الثقافة والتراث داخل الدولة.
ومن بين أهم المبادرات البيئية، نجد منطقة كيغالي الخالية من السيارات، وهي عبارة عن مساحة ترفيهية خضراء تعتمد بشكل أساسي على المشي وركوب الدراجات الهوائية، مما يجسد توجه البلاد نحو اقتصاد أخضر مستدام.
وتتجلى الأهمية الاقتصادية لمثل هذه المشاريع الصغيرة، في توفير فرص الشغل حيث توفر المنطقة فرص عمل لأكثر من 400 شخص، كما تشجع السياحة الداخلية من خلال توفير فضاءات صديقة للبيئة للسياح.
ومن بين أهم المشاريع البيئية أيضا، حديقة نياندونغو التي تهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي، واستعادة النظام البيئي في الأراضي الرطبة المتدهورة.
واستغرق المشروع حوالي ست سنوات، ليتم افتتاحه سنة 2022، مكلفا حوالي 4.6 مليون دولار، وفق ما صرح به مويزيروا ثوخين أحد مسؤولي المنتزه .
وساهم المشروع في خلق 4000 فرصة عمل، وفضاء للسياح والطلاب والباحثين، بالنظر إلى التنوع البيئي الذي تتمتع به هذه المساحة الخضراء.
ويساهم الحفاظ على التنوع البيولوجي، في مواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، كما أن هذه الحديقة بمثابة مكان للتخلص من الضغوطات النفسية، وإعادة التوازن للذات.
وتستقبل الحديقة نحو 10 آلاف شخص شهريا، مما يعني تحقيق إيرادات سنوية جيدة ستزيد مع مرور الوقت، مع الاشتغال على مشاريع مشابهة في كثير من المناطق للحفاظ على التنوع البيئي والطبيعة في البلاد.