شرعت السلطات الإسبانية والمغربية في اتخاذ خطوات ملموسة نحو تفعيل مشروع الربط القاري بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، عبر إنشاء نفق بحري ضخم يصل بين مدينة طنجة المغربية ومدينة طريفة الإسبانية، حيث يتوقع أن تمتد أشغال هذا المشروع الطموح على مدى سنوات طويلة، مع تقديرات مبدئية تشير إلى إمكانية الانتهاء منه بحلول سنة 2040.
وقدرت صحيفة لاراثون الإسبانية، في تقرير صادر عنها يوم الأربعاء 2 أبريل 2025، تكلفة هذا المشروع بنحو 15 مليار يورو، نظرا لتعقيده الهندسي وعمقه الذي سيصل إلى 300 متر تحت سطح البحر، إضافة إلى طوله البالغ 28 كيلومترا.
وأطلقت الشركة الإسبانية المكلفة بالمشروع، في الآونة الأخيرة، دراستين تقنيتين لتقييم الجوانب الهندسية للمشروع ومدى جدواه الاقتصادية؛ ويتعلق الأمر بتحديد طبيعة التربة، وتقدير المخاطر المحتملة، وكذا تصميم النفق ليتلاءم مع معايير السلامة الدولية وتحديات الجغرافيا البحرية المعقدة في مضيق جبل طارق.
وفي سياق مواز، عقد وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة، في مارس 2024، اجتماعا ثنائيا مع نظيره الإسباني أوسكار بوينت لمناقشة سبل تعزيز التعاون بخصوص المشروع، حيث أكد الجانبان خلال اللقاء أن النفق يمثل رافعة استراتيجية لتعزيز التبادل التجاري وحركة المسافرين بين البلدين، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية التي تربط الرباط ومدريد.
وأبرز الوزير أن هذا المشروع ليس فقط بنية تحتية عابرة للقارات، بل أيضا رمزا للشراكة الأورومتوسطية، ودعامة للتنمية الاقتصادية والإقليمية على المديين المتوسط والبعيد.
ويرتقب أن يكون هذا المشروع أحد أكبر الإنجازات الهندسية في المنطقة الأورومتوسطية، لما يحمله من إمكانيات هائلة لتعزيز التقارب الاقتصادي والثقافي بين القارتين، ولما يتطلبه من تكنولوجيا متقدمة وخبرات هندسية عالية المستوى.
