شهدت مناطق الجنوب الشرقي ومنطقة الشرق تساقطات مطرية مهمة تسببت في سيول جارفة وفيضانات دمرت المنازل الطينية وأتلفت المحاصيل الزراعية، ما جعل عددا من الخبراء والمهتمين بمجال الماء والفلاحة يناقشون كيفية الحفاظ على هذه المياه من الهدر والضياع.
وفي هذا الصدد، أفاد الخبير الفلاحي رياض وحتيتا، في تصريح لـ “إيكو17“، أن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها بلادنا، خاصة في منطقة الشرق والجنوب الشرقي ساهمت في انتعاش الفرشة المائية والغطاء النباتي.
وأضاف وحتيتا، أن التساقطات المطرية التي شهدتها بلادنا أيضا في فبراير ومارس الأخيرين، جنبتا المغرب الدخول في المرحلة الأخطر من الجفاف.
وذكر الخبير الفلاحي، أن المغرب عرف على مر الست سنوات الأخيرة، ثلاثة أنواع من الجفاف، النوع الأول هو الجفاف المائي المتعلق بالتساقطات المطرية، ثم النوع الثاني وهو الجفاف الهيدرولوجي المتعلق بالفرشة المائية والسدود، أما النوع الثالث من الجفاف فهو جفاف التربة، وهو أخطر أنوع الجفاف.
وفي هذا الصدد، فسر المتحدث، أن “التربة ستفقد خصائصها حيث ستصبح غير قادرة على الإنتاج، ولاسترجاع التربة لخصائصها يتطلب الأمر مئات السنين”.
ويرى وحتيتا، أن التساقطات المطرية الأخيرة سيكون لها تأثير ووقع إيجابي على التربة، ذلك أن التساقطات التي عرفها الجنوب والجنوب الشرقي ستساهم أيضا من الحد من زحف الرعاة نحو منتصف وشمال المملكة، وهوما سيساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية، وبالتالي لن يضطر الرعاة للتنقل بعيدا عن مساكنهم بفضل المساحات الخضراء الشاسعة القريبة منهم.
ومن جانب آخر، سجل الخبير نفسه، أن ضعف البنية التحتية شكل السبب الرئيسي في عدم استفادة المناطق المتضررة من مياه الأمطار التي تم هدرها، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تعزيز البنية التحتية بإنجاز ممرات مائية بشكل يمكن الساكنة المحلية من الاستفادة من الأمطار في المستقبل، على غرار ما تعرفه الأقاليم الشمالية من مشاريع قيد الإنجاز، وذلك بإيصال مياه السدود ببعضها، كما هو الشأن بالنسبة لنموذج سد العرائش الذي تمتد موارده المائية لتصل لنهر أبي رقراق، وكذلك السدود المجاورة للرباط.
ونتيجة لكل هذه العوامل، يبرز محاورنا، أن حقينة السدود لم ترتفع إلا بفارق نقطة واحدة عن معدل الملء مقارنة مع السنة الماضية، رغم الكم الهائل من التساقطات المطرية التي عرفتها مناطق الجنوب الشرقي وشرق المملكة، وعلى صعيد آخر، أوضح الخبير ذاته، أن مسألة الحد من ظاهرة التبخر هي عبارة عن مشروع ضخم يتطلب من المغرب الانفتاح على تجارب دول أخرى نجحت في التغلب على هذا المشكل، مثل الصين واليابان اللتان تمكنتا من الحد من تبخر المياه باستعمال تقنية تقتضي وضع أنواع معينة من الكريات فوق مياه السدود.
أما عن التدابير الواجب اتخادها على المستوى الوطني فهي، بحسب وحتيتا، العمل على تسريع تنزيل البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي، خاصة المشاريع التي تهم الجنوب الشرقي وشرق المملكة للاستفادة من التساقطات المطرية المقبلة.
معلومات قيمة شكرا لكم و سي وحتيتا