انتهت أشغال الدورة 13 مؤتمر الحوارات الأطلسية، يوم أمس السبت في الرباط، التي تمحورت نقاشاتها، طيلة ثلاثة أيام، حول إمكانيات ومنظورات تحقيق “أطلسي أوسع نطاقا في عالم مجزأ“، عبر تناول مجموعة من القضايا الاقتصادية والجيو-سياسية التي تعكس التغيرات التي يشهدها الأطلسي الموسع والأكثر اندماجا، وذلك من خلال حلقات نقاش وموائد مستديرة وغيرها من الجلسات.
وتناولت مداخلات المشاركين نقاط مختلفة، منها الصراع حول البترول الذي تحدث عنه وزير الدفاع السنغالي، بيرامي ديوب، مؤكدا أن النزاعات حول العالم غالبا ما تعود جذورها إلى محاولة السيطرة على الموارد الطبيعية بما فيها البترول، مقترحا بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام والتضامن والتعاطف والإبقاء على القيم الإنسانية تعزيزا لفرص الحلول السلمية.
ووصف كريم العيناوي، الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، هذه الدورة من الحوارات الأطلسية بدورة النضج، حيث أشار للحضور المكثف والتفاعل القوي من 500 مشارك مثلوا 70 بلدا، مشيدا بمشاركة 41 قائدا شابا في هذه الدورة؛ ودعا للعمل من أجل بذل جهود جماعية لمعالجة الانقسامات العالمية. أهمية إعادة بناء المؤسسات الوطنية وفوق الوطنية لإبراز دور المغرب في المبادرات الأطلسية، خاصة وأن المبادرة الملكية تندرج في قلب هذه الدورة. واقترح، كحل عملي، تبادل الديون من أجل المناخ وتحويلها إلى مشاريع تنموية.
وقدم مؤتمرون آخرون توصيات عملية لتمويل المناخ و حل مشكل المحيطات كإنشاء بنك أخضر مخصص لتمويل المناخ في منطقة الأطلسي.
وجاء في كلمة باسكال بونيفاس، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية، أن عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية الأمريكية قد تحدث تغييرا جذريا في السياسات الدولية، حيث يتوقع أن تكثر النزعات التي تعتمد على القوة بدل القانون، مشيرا إلى حالة الفوضى التي يعيشها العالم في عدة مناطق نتيجة الاضطرابات والحروب، مثل الأزمة الإنسانية في السودان.
فيما أشار الخبير الدولي دانييل فاجديتش إلى التحديات التي يواجهها حلف شمال الأطلسي الذي بسبب أزمة تفكك داخلية، حتى بين الدول الأوروبية التي تشكل قلب الحلف، مركزا على أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب تحديد واضح لمصادر التهديد، و هو ما يضعف قدرة الحلف على تحقيق أهدافه.