الحفاظ على الأنهار الجليدية.. شعار اليوم العالمي للمياه 2025

ECO1722 مارس 2025
الحفاظ على الأنهار الجليدية.. شعار اليوم العالمي للمياه 2025
أميمة أخي

تحتفل الأمم المتحدة سنويا باليوم العالمي للمياه في 22 مارس منذ سنة 1993، وذلك بهدف تعزيز الوعي بقضايا المياه وتحفيز العمل لمواجهة التحديات المرتبطة بها، وتتولى آلية الأمم المتحدة للمياه تنسيق هذا الحدث، حيث يتم تحديد موضوع كل سنة وإطلاق حملة عالمية لتعزيز الوعي والإجراءات اللازمة للحفاظ على هده الثروة المائية، ووقع الاختيار هده السنة للاحتفاء باليوم العالمي للمياه على موضوع الحفاظ على الأنهار الجليدية.

وفي هذا الصدد، تحيي جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، إلى جانب العديد من المنظمات البيئية العالمية، هذه المناسبة لتعزيز الوعي بأزمة المياه العالمية، حيث يسلط الضوء على واقع 2.2 مليار شخص محرومين من مياه الشرب النظيفة، كما يتم التشديد على أهمية تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، الذي يهدف إلى ضمان توفير المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول سنة 2030.

وأكد مصطفى بنرامل رئيس الجمعية و خبير مناخي، في تصريح لجريدة إيكو17 ECO، على أهمية اتخاذ إجراءات و تدابير لحماية المياه لما للأمر من أهمية تتجلى في تأثير ندرة المياه وإدارتها غير المستدامة على العديد من الجوانب الحيوية، مثل الأمن الغذائي، والمساواة بين الجنسين، والصحة، والتعليم، والاقتصاد، والاستدامة البيئية.

وأضاف الخبير المناخي، أن المياه تمثل محورا رئيسيا في جهود التكيف مع تغير المناخ، حيث تشكل حلقة وصل بين النظام المناخي والمجتمعات البشرية والطبيعة، مشيرا إلى أن الإدارة غير السليمة لموارد المياه تؤدي إلى تفاقم التنافس بين القطاعات المختلفة على المياه، و إلى تصاعد الأزمات المائية التي تؤدي إلى حالات طوارئ في مجموعة من القطاعات المعتمدة على المياه، وبالتالي تهديد الاستقرار العالمي.

أما في ما يخص الأنهار الجليدية، محور الاحتفال بيوم المياه العالمي لسنة 2025، فقد أفاد الخبير البيئي أنها تلعب دورا محوريا في دورة المياه، حيث توفر مياه الشرب والزراعة والصناعة والطاقة المتجددة وتحافظ على استقرار النظم الإيكولوجية، منبها إلى أن دوبان الأنهار الجليدية بوتيرة غير مسبوقة بفعل التغيرات المناخية، يؤدي إلى تقلص المساحات المتجمدة على سطح الأرض، ويفضي استمرار هذا الذوبان إلى اضطرابات خطيرة في تدفقات المياه، تتجلى في تفاقم الفيضانات وموجات الجفاف والانهيارات الأرضية، إلى جانب ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو ما يهدد حياة مليارات الأشخاص حول العالم ويعرض العديد من المجتمعات والنظم الإيكولوجية لخطر الدمار.

وأضاف المتحدث نفسه، أنه مع تواصل الجهود الدولية للتخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها، يظل الحفاظ على الأنهار الجليدية ضرورة ملحة يجب أن تحتل الصدارة في السياسات البيئية، مؤكدا على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لإبطاء ذوبان الجليد، إلى جانب اعتماد استراتيجيات مستدامة لإدارة المياه الناتجة عنه، إذ إن إنقاذ هذه الأنهار لا يمثل مجرد قضية بيئية، بل هو استراتيجية بقاء حيوية تضمن استدامة الحياة على كوكب الأرض.

وأشار الخبير المناخي، إلى أن الأنهار الجليدية تشهد تراجعا غير مسبوق، حيث فقدت أكثر من 600 جيجا طن من المياه سنة 2023، مسجلة بذلك أكبر خسارة في كتلتها منذ نصف قرن، و أضاف أن الثلوج والجليد تشكل حوالي 70٪ من المياه العذبة على الأرض، مما يجعل ذوبانها السريع تهديدا مباشرا للأمن المائي العالمي، خاصة أن نحو ملياري شخص يعتمدون على هذه المياه في الشرب والزراعة وإنتاج الطاقة.

وصرح المتحدث نفسه، إلى أن هذا الذوبان المتزايد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي زاد بالفعل بحوالي 20 سم منذ سنة 1900، مما يفاقم مخاطر الفيضانات ويهدد المناطق الساحلية.

مشيرا إلى أنه في ظل هذه المعطيات، يصبح الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية ضرورة ملحة، إذ يمكن أن يساهم هذا الإجراء في إنقاذ الأنهار الجليدية في ثلثي مواقع التراث العالمي، مما يحافظ على توازن النظام البيئي ويضمن استدامة الموارد المائية للأجيال القادمة.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات اليوم العالمي للمياه تنطلق في الفترة التي تسبق 22 مارس، بحملات توعية عالمية، تشمل فعاليات ميدانية ومناقشات عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وأنه يصدر تقرير للأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية في يوم الاحتفال، هذه الوثيقة التي تسلط الضوء على تحديات المياه وتقدم توصيات لصناع القرار. كما تشهد الفعاليات مشاركة ملايين الأشخاص حول العالم في أنشطة تهدف إلى تعزيز فهم التحديات المائية ودعم جهود معالجتها.

وصرح بنرامل، بأن اليوم العالمي للمياه يمثل فرصة سنوية لإعادة التفكير في كيفية إدارة الموارد المائية بشكل مستدام، مع التأكيد على ضرورة التعاون العالمي لمواجهة التحديات البيئية والمناخية المتزايدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق