يعد نبات القراص أو كما يصطلح عليه بالدارجة المغربية الحريكة، أحد المكونات الطبيعية التي تعزز الطاقة والمناعة خلال فصل الخريف، وهو نبات أخضر مليء بالفوائد الصحية.
مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة انتشار الفيروسات، يضعف الجهاز المناعي ويصبح أكثر عرضة للأمراض. لذلك، ينصح الخبراء بإضافة أطعمة غنية بالمغذيات إلى النظام الغذائي، مثل نبات القراص، الذي يتميز بخصائصه الغذائية الفريدة على الرغم من الاعتقاد السائد بأنه نبات لاذع وغير صالح للأكل.
يوفر نبات القراص كميات كبيرة من المعادن الأساسية مثل الحديد و المغنيسيوم و الكالسيوم و الفوسفور، ما يجعله غذاء مثاليا لتعزيز الطاقة في فترات البرودة. كما يحتوي على نسبة عالية من فيتامينC، حيث يوفر ستة أضعاف الكمية الموجودة في البرتقال، إلى جانب كونه أغنى بالحديد من السبانخ. ويستخدم نبات القراص منذ القدم كعلاج طبيعي لإزالة السموم من الجسم والتخفيف من الأوجاع اليومية.
و يتطلب جمع نبات القراص بعض الاحتياطات لتجنب لسعاته، إذ ينصح باستخدام القفازات عند التقاطه. لإزالة حمض الفوليك المسؤول عن خاصية اللسع، يمكن غمر الأوراق في الخل الأبيض، ما يهيئها للطهي أو الاستخدام النيء. تفقد الأوراق قدرتها اللاذعة عند سلقها لبضع دقائق أو تجفيفها، ما يجعلها صالحة للاستهلاك بأمان.
و يدخل نبات القراص في مجموعة متنوعة من الوصفات، حيث يمكن تناوله نيئا في السلطات أو مطهوا في مجموعة من الأطباق، بل ويمكن استخدامه في وصفات الحلوى مثل كرات الطاقة أو الآيس كريم. كما يجفف نبات القراص لتحضير شاي أعشاب غني بالفوائد، ليكون بديلا مميزا عن الشاي التقليدي.
و يمثل نبات القراص خيارا غذائيا مثاليا لفصل الخريف، إذ يجمع بين الفوائد الصحية والنكهة المميزة. بفضل تركيبته الغنية، يمكن أن يصبح هذا النبات اللاذع حليفا لا غنى عنه لتعزيز المناعة والطاقة في مواجهة تحديات الموسم.