شهدت الجولة الخامسة من المفاوضات الدولية حول معاهدة عالمية للحد من التلوث البلاستيكي، التي تستمر حتى 1 دجنبر، تقدما بطيئا، حيث انطلقت المحادثات، التي تستضيفها كوريا الجنوبية، وسط آمال بإنهاء نقاشات استمرت لسنوات بشأن معاهدة ملزمة قانونيا تهدف إلى معالجة أزمة التلوث البلاستيكي العالمية.
.أخفق المفاوضون حتى الآن في التوصل إلى نص متفق عليه، رغم مرور ثلاثة أيام من أصل سبعة مخصصة للجولة الأخيرة، حيث استمر الخلاف بشأن قضايا رئيسية، من بينها تمويل الدول النامية لتنفيذ المعاهدة، والتي لم تستكمل فيها المناقشات التفصيلية بندا ببند حتى الآن، كما تعارض دول رئيسية منتجة للبتروكيماويات، مثل السعودية والصين، بشكل قوي الجهود الرامية إلى وضع سقف لإنتاج البلاستيك بفرض قيود صارمة على الإنتاج للحد من الأضرار البيئية، رغم احتجاجات البلدان التي تتحمل العبء الأكبر من التلوث البلاستيكي كالدول الجزرية الصغيرة والدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وطالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، بالإسراع في وضع مسودة نص للمعاهدة، وقالت خلال مؤتمر صحفي: “من الواضح جدا أن الدول ترغب في التوصل إلى اتفاق، ويجب أن نرى نصا على الطاولة بحلول الغد”.
كما ركزت النقاشات بشكل كبير على القضايا الخلافية مثل إدارة النفايات ووضع حدود لإنتاج البلاستيك، .أشار أيضا مندوب من كولومبيا إلى أن بعض النقاشات أعادت المفاوضات إلى النقاط التي نوقشت في اجتماعات سابقة، مما أثار الإحباط بين العديد من المندوبين.
وانتقد إيريك ليندبييرغ، المسؤول عن السياسات العالمية للبلاستيك في منظمة الصندوق العالمي للطبيعة، النهج المتبع، وصرح أن: “الدول التي تطمح إلى معاهدة طموحة يجب ألا تساوم مع تلك التي تبطئ العملية”.
فيما شهدت المفاوضات حضورا مكثفا من جماعات الضغط التابعة لصناعة الوقود الأحفوري والصناعات الكيماوية، حيث تم تسجيل نحو 220 من جماعات الضغط في هذه الجولة، وهو عدد يفوق أي وفد آخر، بما في ذلك وفد الدولة المضيفة كوريا الجنوبية المكون من 140 شخصا، وقد اشتكت منظمات المجتمع المدني من الترتيبات غير الكافية التي حدت من مشاركتها، والمتمثلة أساسا في قلة المقاعد المخصصة للمراقبين.
تواجه المفاوضات تحديا كبيرا لإنهاء الخلافات قبل الموعد النهائي، وسط امال التوصل إلى اتفاق يلبي التطلعات البيئية العالمية.