اختتمت الأحد الأخير بأصيلة فعاليات الجامعة الخريفية المنظمة من طرف الرابطة المغربية للمكونين التربويين، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل و الجامعة الوطنية للتخييم، وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، فرع المحمدية، تحت شعار التكوين والتنشيط السوسيوثقافي في مجال التربية البيئية والتنمية المستدامة.
وتهدف هذه الفعالية إلى تمكين الشباب من لعب دور محوري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تعزيز معارفهم وقدراتهم العلمية والتطبيقية، كما ركزت الجامعة الخريفية على تفعيل البرامج البيئية بطريقة مبتكرة، من أجل تزويد المشاركين بالأدوات التي تمكّنهم من المساهمة الفعالة في حماية البيئة
وعرفت هذه الدورة مشاركة عدد من الفاعلين في مجالات التكوين والتنشيط السوسيوثقافي، حيث تضمنت سلسلة من الورشات والمحاضرات بغرض المساهمة في تطوير قدرات المشاركين، خاصة الشباب، في مجال التربية البيئية والتنمية المستدامة.
وناقشت المداخلات الجوانب الاقتصادية والعلمية والأخلاقية للتربية البيئية كمفتاح للتنمية المستدامة، حيث قدم الأساتذة الباحثون، عدة مداخلات منها مداخلة الدكتور عبد المجيد السحراوي، مدير الجامعة الخريفية في نسختها الحالية، حيث تطرق للتربية البيئية ودورها في التنمية المستدامة.
وركز السحراوي في مداخلته على أهمية استغلال الموارد البيئية بشكل عقلاني للمحافظة على نصيب الأجيال القادمة منها، موردا عدة أمثلة عن الزراعات البديلة و الصديقة للبيئة التي هي جزء من ثقافتنا البيئية و يتوجب علينا الرجوع إليه.
وأما عن الأستاذ جمال شفيق، رئيس الجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثانوي، فأكد أن تحقيق مستقبل أفضل و أكثر استدامة للأجيال المستقبلية للبشرية رهين باعتماد نظام تربية من أجل التنمية المستدامة لتنزيل 17 هدفا المعلنة في رزنامة اليونيسكو 2030.
وأضاف شفيق أن المكونين والمنشطين التربويين يلعبون دورا حاسما في بلورة مشاريع متجددة للأطفال والشباب تيسر ترسيخ مبادئ التربية من أجل التنمية المستدامة عبر إعداد وتنزيل أنشطة تربوية نسقية تستحضر الأبعاد البيئة والاجتماعية والاقتصادية في اكتساب المعارف الضرورية وتنمية مهارات الاستدلال والفكر النقدي والإبداعي، والقيم الكونية حول المواطنة العالمية والمواطنة البيئة، والكفايات التي تيسر تطوير تصرفاتهم ومساهمتهم في تحقيق التحول البيئي المنشود بكوكبنا الأرض وكسب رهان التنمية المستدامة للإنسانية.
ومن جهته تناول هشام أوزيد بالشرح والتحليل الذكاءات المتعددة و دورها في التنمية المستدامة، و استراتيجيات حل المشكلات، فيما شدد على دور الذكاء الطبيعي بشكل خاص في تسهيل تلقين مبادئ التربية البيئية للأطفال.
كما تخلل أشغال الجامعة الخريفية تقديم الدليل التوجيهي العملي للتكوين والتنشيط في مجال البيئة والتنمية المستدامة، و عدة أوراش عملية وتطبيقية ساهم فيها كل الشباب الذين استفادوا من تداريب هذه الدورة، إضافة لتنظيم معرض مفتوح لمجموعة من الصور التمثيلية للتنوع البيولوجي و أهداف و مبادىء التنمية المستدامة.
واختتمت الجامعة الخريفية أشغالها، بتنظيم جلسة قدمت خلالها الخلاصات العامة، مع تسليم شهادات المشاركة للشباب الدين حضروا فعاليات هذه الدورة على مدى ثلاثة أيام.