التدبير المستدام والتثمين الطاقي للنفايات الصلبة (RDF) كوقود بديل في أفران الإسمنت

ECO1728 مارس 2025
التدبير المستدام والتثمين الطاقي للنفايات الصلبة
بقلم الدكتور عبد الله ويكمان - متخصص في هندسة البيئة

التدبير المستدام والتثمين الطاقي للنفايات الصلبة (RDF) كوقود بديل في أفران الإسمنت: دراسة الجوانب التقنية، الاقتصادية، البيئية والاجتماعية.

 

نال الدكتور عبد الله ويكمان درجة الدكتوراه سنة 2021 عن بحث حول التدبير المستدام والتثمين الطاقي للنفايات الصلبة (RDF) كوقود بديل في أفران الإسمنت: دراسة الجوانب التقنية، الاقتصادية، البيئية والاجتماعية.

يتلخص هذا العمل العلمي حول الجماعات الترابية في المغرب، والتي تواجه تحديات كبرى في تدبير النفايات المنزلية والمشابهة لها، مما يستدعي البحث عن حلول مستدامة تقلل من آثارها البيئية.

التدبير المستدام والتثمين الطاقي للنفايات الصلبة (RDF) كوقود بديل في أفران الإسمنت
صورة الدكتور عبد الله ويكمان

يعد التثمين الطاقي للنفايات أحد الخيارات الواعدة، حيث يساهم في إنتاج وقود بديل يحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري، خاصة من خلال استغلال الأجزاء الجافة القابلة للاحتراق من النفايات.

تركز البحث، في المرحلى الأولى، على دراسة سلوك المواطنين والمسؤولين عن تدبير النفايات. وتم، في هذه المرحلة، تحليل تفاعل المواطنين والجماعات مع تدبير النفايات الصلبة من خلال مقابلات واستبيانات موجهة لكل من منتجي النفايات من أسر ومسؤولين عن معالجتها كالجماعات الترابية. كما تم تنفيذ مشروع تجريبي لفرز النفايات من المصدر إلى جزئين: جاف ورطب، حيث أسفرت النتائج عن نسبة مردودية فرز بلغت 95% خلال شهرين، مع تسجيل ضعف تكوين المسؤولين في الجماعات الترابية ونقص التواصل بينهم وبين المواطنين.

كما تم، في المرحلة الثانية من البحث، تحليل خصائص الأجزاء الجافة القابلة للاحتراق، عبر دراسة توزيع الأجزاء الجافة حسب الحجم الحبيبي للنفايات، مع مراعاة طبيعة المنطقة (حضري/شبه حضري) والفترة الموسمية (شتاء/صيف). كما تم تشكيل ست عينات من النفايات الصلبة RDF، إحداها تمثل RDF الخاص بالمنطقة المدروسة، بينما تم تعديل نسب المكونات الأخرى في العينات الأخرى.

وجاءت نتائج هاتين المرحلتين من الدراسة كالتاي:

  • تشكل الأجزاء الجافة حوالي 29% من النفايات المنزلية، مع نسب هامة من الأقمشة والمخلفات الصحية.
  • يتأثر توزيع بعض المكونات مثل الورق، المخلفات الصحية والخشب بالفصول وطبيعة المنطقة.
  • أظهرت تحاليل RDF نتائج مشجعة، حيث بلغت قيمته الحرارية 18 MJ/kg، مع نسب مكونات كيميائية متوازنة ومستويات منخفضة من المعادن الثقيلة والكلور، مما يجعله وقودًا واعدًا للصناعة.

أما المرحلة الثالثة و الأخيرة من البحث، فتناول فيها الدكتور عبدالله ويكمان دراسة الجدوى البيئية والاقتصادية لإنتاج النفايات الصلبة.

أظهرت الاختبارات، في هذه المرحلة، أن العصارة الناتجة عن النفايات، بعد إزالة الأجزاء الجافة، قابلة للتحلل بيولوجيا مع مستويات منخفضة من الملوحة. كما بينت الدراسة أن إضافة 15% من الوقود البديل (نفايات صلبة) إلى الوقود الأحفوري، في مصانع الإسمنت، قد يساهم في تقليل انبعاثات CO₂ بشكل ملحوظ.

من الناحية الاقتصادية، أكدت النتائج أن إنتاج RDF بجودة عالية وبتكلفة تنافسية يمكن أن يكون حلا مربحا للشركات المفوضة بتدبير المطرح، مما يعزز من دوره كبديل مستدام للطاقة.

والخلاصة أن هذا البحث يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق تدبير بيئي واقتصادي أكثر كفاءة للنفايات بالمغرب، عبر الاستفادة من إمكانيات التثمين الطاقي وتقليل التأثيرات البيئية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق