البنك الدولي..القضاء على الفقر لنصف سكان العالم قد يستغرق أكثر من قرن

ECO1717 أكتوبر 2024
البنك الدولي..القضاء على الفقر لنصف سكان العالم قد يستغرق أكثر من قرن

يقدم تقرير البنك الدولي الذي يحمل عنوان “الفقر، الرخاء، والكوكب” رؤية واضحة حول التحديات التي تواجه العالم في جهود القضاء على الفقر وتعزيز الازدهار بعد جائحة كورونا. وفقا للتقرير، فإن القضاء على الفقر المدقع بالنسبة لنصف سكان العالم، والذي يعرف بأنه العيش بأقل من 2،15 دولار (حوالي 21 درهم) يوميا، لن يتحقق بحلول عام 2030 كما كان مخططا، بل قد يستغرق أكثر من مائة سنة لتحقيقه، خاصة في البلدان منخفضة الدخل. حيث يعيش حاليا حوالي 700 مليون شخص، أو 8،5% من سكان العالم، في حالة فقر مدقع.

و يوضح التقرير أن 44% من سكان العالم يكافحون للعيش بأقل من 6،85 دولار (حوالي 67 درهم) يوميا، وهو مستوى الفقر المعتمد للدول ذات الدخل المتوسط. ورغم أن عدد الفقراء لم يتغير كثيرا منذ 1990 بسبب النمو السكاني، فإن مكافحة الفقر تشهد انتكاسات بسبب عوامل متعددة مثل تباطؤ النمو الاقتصادي، جائحة كورونا، الديون المتزايدة، الصراعات، والتغيرات المناخية.

و قال أكسل فان تروتسنبرج، المدير المنتدب الأول للبنك الدولي، في تعليق على التقرير، أن التحديات العالمية المتداخلة تتطلب إعادة التفكير في استراتيجيات التنمية، فالنموذج الحالي لم يعد كافيا لتحسين سبل العيش وحماية الكوكب. وفي  السياق نفسه، أكد إندرميت غيل، كبير الاقتصاديين بالبنك الدولي، على أهمية التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي والأهداف المناخية، مشيرا إلى أن السياسات التي تستهدف تقليل تلوث الهواء مثلا يمكن أن تخدم أهدافا مناخية وإنمائية في آن واحد.

ويلفت التقرير الانتباه أيضا إلى تعثر التقدم في تقليص الفجوة الاقتصادية العالمية منذ جائحة كورونا، حيث تباطأ نمو الدخل الشامل، رغم تحسن أوضاع بعض الدول في العقد الأخير، إلا أن 1،7 مليار شخص، يمثلون 20% من سكان العالم، لا يزالون يعيشون في دول تعاني من تفاوت كبير في الدخل، خاصة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء.

كما يحذر من تأثير التغيرات المناخية، حيث يتوقع أن يتعرض حوالي شخص من كل خمسة لصدمات مناخية كبرى، مما يزيد من تعقيد جهود الحد من الفقر. ويشدد التقرير على ضرورة تبني سياسات تنموية مستدامة تقلل من انبعاثات الكربون مع دعم الفئات الأكثر عرضة للضرر.

ويدعو التقرير، في الأخير، إلى تعزيز التعاون الدولي وزيادة التمويل لدعم الانتقال إلى اقتصادات أكثر استدامة، شمولا، وقدرة على مواجهة التحديات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق