البقوليات..مفتاح الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي في المستقبل
تمثل البقوليات أحد العناصر الأساسية في النظم الزراعية والغذائية، لما لها من فوائد بيئية واقتصادية. وقد أدت التحسينات الجينية والابتكارات الزراعية إلى زيادة إنتاجية هذه المحاصيل، مما ساهم في تقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الأمن الغذائي.
وفي هذا السياق، تلعب البحوث العلمية والشراكات الاستراتيجية دورا حاسما في تطوير أصناف مقاومة للأمراض والتغيرات المناخية، مما يجعل البقوليات عنصرا رئيسيا في مستقبل الزراعة المستدامة.
الابتكار في البحوث الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي
توفر التقنيات الحديثة في مجالات الجينوميات، والمعلوماتية البيولوجية، وتحليل البيانات الضخمة، ونماذج زراعة المحاصيل إمكانيات كبيرة لتحسين كفاءة الزراعة، بحيث تساعد هذه التطورات في تطوير محاصيل تتكيف مع ارتفاع درجات الحرارة المتوقع أن يزيد بأكثر من 4 درجات مئوية في بعض المناطق. كما أن اعتماد هذه التقنيات يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة وخفض تكاليف الإنتاج، مما يزيد من هامش الربح لصغار المزارعين، خاصة في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للدخل.
برامج البحث والتعاون الدولي في مجال البقوليات
تمثل البحوث التعاونية عنصرا أساسيا في تطوير قطاع البقوليات، حيث أطلقت المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية برنامجا بحثيا جديدا تحت عنوان ” الحبوب والبقوليات وغلال المناطق الجافة “، والذي يركز على محاصيل رئيسية مثل العدس والحمص. ورغم أهمية هذا البرنامج، إلا أن بعض المحاصيل الأساسية مثل الفول، البازلاء العشبية، والشعير لم تدرج ضمن نطاقه، كما تم استبعاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رغم أنها من أكثر المناطق اعتمادا على البقوليات في الغذاء، مما يبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
تعزيز السياسات الزراعية والاستثمارات في البحوث
يتطلب تحقيق الأمن الغذائي المستدام تطوير سياسات تدعم التكيف مع التغيرات المناخية، وزيادة الاستثمارات في بحوث البقوليات الغذائية، وضمان وصول التقنيات الحديثة إلى المجتمعات الزراعية. ومن خلال بناء شراكات استراتيجية وتنفيذ برامج تدريبية، يمكن توسيع نطاق تطبيق الحلول الزراعية الناجحة، مما يساهم في تحقيق نمو مستدام في القطاع الزراعي، خاصة في البلدان النامية.
تمثل البقوليات عنصرا أساسيا في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، حيث ساهمت الأبحاث الحديثة في تحسين إنتاجيتها وتعزيز مقاومتها للظروف البيئية الصعبة. ومع استمرار الابتكارات في المجال الزراعي، تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي والاستثمار في التقنيات الحديثة لضمان مستقبل أكثر استدامة لهذا القطاع الحيوي.
