العلماء يكتشفون ”مدينة مفقودة“ في أعماق المحيط الأطلسي

ECO1717 فبراير 2025
العلماء يكتشفون ”مدينة مفقودة“ في أعماق المحيط الأطلسي

يعود تاريخ هذا الموقع النادر إلى حوالي مليوني سنة، على عمق آلاف الأمتار تحت المحيط الأطلسي، ويمكن أن يحمل أسرار الحياة على الأرض.

اكتشف الباحثون، في مطلع الألفية، موقعا نادرا بالقرب من قمة سلسلة جبال منتصف المحيط الأطلسي، حيث تنبعث غازات تدعم أشكال حياة فريدة. وقدر العلماء عمر هذا الحقل الحراري بحوالي مليوني سنة، مرجحين احتواءه على أسرار نشأة الحياة على الأرض.

يقع حقل المدينة المفقودة الحراري المائي على عمق 700 متر تحت سطح البحر، وهو موطن لمناظر طبيعية غريبة من رواسب الكالسيوم التي تشكل أبراج ومداخن الكالسيت، يصل ارتفاعها إلى 60 مترا. وأظهرت الدراسات أن هذه التكوينات، التي تعود إلى 120 ألف سنة، تحولت إلى بيئة غنية بالكائنات الحية الدقيقة التي تتغذى على الغازات المنبعثة.

أطول بيئة تنفيس حراري عمرا في العالم..أطلانتيس..المحيط الاطلسي

أدى تفاعل مياه البحر مع الصخور إلى إنتاج مستمر للهيدروكربونات مثل الميثان والهيدروجين، ما أتاح للكائنات الدقيقة العيش دون الحاجة إلى الأكسجين. واعتبر العلماء هذا الموقع، الذي أطلق عليه “المدينة المفقودة”، أطول بيئة تنفيس حراري عمرا في العالم، مشيرين إلى احتمال لعبه دورا في نشأة الحياة الأولى على الأرض، وفقا لمؤلفي الدراسة جيورا بروسكورووسكي Giora Proskurowski وديبوراه كيلي Deborah Kelly, من جامعة واشنطن ومعهد وودز هول لعلوم المحيطات WHOI، بحسب ما أوردته مجلة PubMed.

حدد الباحثون المدينة المفقودة على قمة جبل أتلانتس المغمور، حيث تصل درجات حرارة الفتحات إلى 200 درجة فهرنهايت، وهي حرارة قاتلة للبشر. وجرت عمليات استكشاف الموقع باستخدام سفينة أتلانتس التابعة لمؤسسة “وودز هول” لعلوم المحيطات، حيث تم جمع عينات لدراسة طبيعة الحياة في هذه البيئة الفريدة.

احتضنت الفتحات الحرارية كائنات مثل القشريات والقواقع، بينما كانت السرطانات والروبيان نادرة. وتكهن العلماء بأن بعض المركبات الموجودة في السوائل قد شكلت مصدر طاقة للكائنات الدقيقة التي تعتمد على الميثان للبقاء. واعتبر الباحثون أن هذا النوع من النظم البيئية قد يكون نشùا على أقمار زحل والمشتري مثل إنسيلادوس وأوروبا.

عاد العلماء، بعد عامين من الاكتشاف، في رحلة استكشافية استمرت 19 يوما، باستخدام غواصة مأهولة لجمع المزيد من العينات. وساعدت الأبحاث اللاحقة في تعزيز احتمالية العثور على رواسب شاسعة من صخور الوشاح في قاع المحيط، خاصة في القطبين الشمالي والجنوبي، ما قد يفتح آفاقا جديدة لفهم نشأة الحياة على الأرض وربما في أماكن أخرى من الكون.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق