يوعابد يؤكد أن المغرب سيشهد تقلبات جوية مستمرة، مع أمطار متفرقة ورياح قوية في الأيام القادمة
يعيش المغرب خلال اليومين الأخيرين، على وقع اضطرابات جوية متواصلة ناجمة عن تأثير المنخفض الجوي نوريا Nuria، التي أثرت على أجزاء واسعة من غرب البحر الأبيض المتوسط، وامتدت تأثيراتها إلى شمال المملكة. وقد أسفرت هذه الوضعية عن تساقطات مطرية متفرقة ورياح قوية مست مناطق متعددة.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، تم تسجيل تساقطات مطرية متفاوتة الشدة، إذ بلغت 5 ملم في سيدي إفني وطنجة، و4 ملم في كل من القنيطرة وتطوان، بينما سجلت الرباط وسلا 2 ملم. أما في الدار البيضاء، شفشاون، الحسيمة، العرائش، النواصر، وتزنيت، فقد تراوحت الكميات بين 1 ملم وأقل من 1 ملم. في المقابل، لم تشهد المناطق الداخلية والجنوبية سوى كميات ضئيلة من الأمطار أو انعدمت فيها التساقطات.
وفي هذا السياق، أكد الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، لجريدة إيكو 17 ECO، أن الحالة الجوية في المغرب تتأثر حاليا بمنخفض جوي متمركز غرب شبه الجزيرة الإيبيرية، وهو ما يفسر التساقطات التي تشهدها المناطق الشمالية وبعض المناطق الشرقية. وأضاف أن المرتفع الجوي ما يزال يهيمن على الأقاليم الوسطى والجنوبية، ما يفسر الاستقرار النسبي للأجواء هناك.
وأوضح يوعابد أن: “الـ48 ساعة المقبلة ستتميز باستمرار الرياح القوية إلى محليا قوية على السواحل الشمالية والوسطى، السهول الوسطى، المنطقة الشرقية وأقصى الجنوب، في حين ستكون الرياح ضعيفة إلى معتدلة في باقي المناطق”.
كما أشار إلى أن الأمطار ستبقى ضعيفة ومتفرقة في الشمال، مع استقرار نسبي في المناطق الأخرى، إلا أن التحسن يبقى مرهونا بتطور المنخفض الجوي.
رياح، أمطار وزوابع رملية، خلال الأيام المقبلة
تشير التوقعات الجوية إلى استمرار التقلبات المناخية، خلال الأيام القادمة، حيث من المرتقب أن تشهد مناطق طنجة، اللوكوس، الريف، سايس، الأطلس المتوسط، وشمال المنطقة الشرقية أمطارا أو زخات رعدية، بينما ستكون التساقطات ضعيفة ومتفرقة في مناطق الشاوية، دكالة، سوس، الأطلس الكبير، وسواحل المتوسط. كما يُرتقب تشكل كتل ضبابية خلال الليل على السواحل جنوب مدينة الجديدة.
وتحذر مديرية الأرصاد من احتمال هبوب زوابع رملية محلية في بعض المناطق الوسطى، الجنوب الشرقي، وجنوب المنطقة الشرقية، إلى جانب رياح قوية نسبيًا في عدد من المناطق أبرزها السهول الشمالية والوسطى، الريف، الأطلسين المتوسط والكبير، والمنطقة الشرقية.
أما فيما يخص درجات الحرارة، فستتراوح القصوى بين 11 و17 درجة في مرتفعات الأطلس والريف، و18 إلى 24 درجة في المناطق الوسطى، بينما قد تصل إلى 30 درجة في الجنوب الشرقي والأقاليم الجنوبية.
استمرار الاضطرابات وتحذير من تباين حراري ليومي السبت والأحد المقبل
يتوقع يوم السبت، استمرار تساقط الأمطار أو الزخات على الأطلس المتوسط والكبير وجنوب المنطقة الشرقية، مع قطرات خفيفة في السهول الشمالية والوسطى. كما ستتواصل الزوابع الرملية في شمال شرق الأقاليم الصحراوية، فيما يُرتقب أن تشهد درجات الحرارة انخفاضا طفيفا في بعض المناطق وارتفاعا في المرتفعات.
أما الأحد، فمن المحتمل أن تعرف المناطق الشمالية، الريف، الأطلس المتوسط، والمنطقة الشرقية تساقطات متفرقة، مع سماء غائمة جزئيًا بالأطلس الكبير. وستسجل رياح قوية نسبيًا في الجنوب الشرقي، وتراجع طفيف في درجات الحرارة في المنطقة الشرقية مقابل ارتفاعها في باقي المناطق.
عودة السحب المدارية وارتفاع مؤقت في الحرارة
ابتداء من يوم الاثنين، من المنتظر أن تتأثر المناطق الجنوبية بتيارات مدارية محملة بسحب قادمة من الجنوب، مع أجواء غير مستقرة شمالا ووسطا بدءا من الأربعاء. وستعرف مناطق الأطلس، طنجة، المنطقة الشرقية، والجنوب الشرقي هبات رياح قوية أحيانا، فيما يتوقع ارتفاع درجات الحرارة يومي الاثنين والثلاثاء، يعقبه انخفاض تدريجي خلال الأيام التالية.
بينما يشكل عدم انتظام التساقطات هاجسا في ظل الجفاف المستمر، فإن مراقبة تطور المنخفض الجوي والذي يحمل إسم نوريا تظل حاسمة في تحديد مدى استفادة المغرب من هذه الاضطرابات الجوية، خاصة على مستوى تعزيز مخزونه المائي ودعم الموسم الفلاحي المتعثر.
