شهدت بلدة سانت-سولين Sainte-Soline بمنطقة دو-سيفر Deux-Sèvres الفرنسية مواجهات عنيفة بين متظاهرين مناهضين لمشروع الأحواض الضخمة ميگاباسين Mégabassines وقوات الأمن، وفقا لما أوردته فرانس انفو. وأسفرت الاشتباكات عن إصابات عديدة، من بينها متظاهران دخلا في غيبوبة، مما أثار موجة من الجدل حول المشروع.
ويهدف مشروع ميگاباسين إلى تخزين المياه الجوفية خلال فصل الشتاء لاستخدامها لاحقا في الري الزراعي خلال فترات الجفاف. ويدافع المؤيدون عن المشروع باعتباره حلا ضروريا لضمان المحاصيل الزراعية في ظل التغيرات المناخية، فيما يرفضه المعارضون باعتباره تهديدا للتوازن البيئي واستحوادا غير عادل على الموارد المائية من قبل الزراعة الصناعية.
وباشرت السلطات الفرنسية تحقيقات قضائية واسعة بعد تصاعد التوترات، كما، أصدرت محكمة نيور الجنائية خلال شهر يناير 2024، أحكاما بالسجن مع وقف التنفيذ وغرامات مالية ضد تسعة من قادة الحركات المناهضة للمشروع، من بينهم نيكولا جيرو، المتحدث السابق باسم “الكونفدرالية الفلاحية” ، الذي تم تغريمه ومنعه من دخول إقليم دو-سيفر لمدة ثلاث سنوات.
وفي السياق ذاته، قدم مؤيدو حركة باسين نون ميرسي شكوى ضد وزير الداخلية جيرالد دارمانان، متهمين إياه بتقديم معلومات غير دقيقة أمام لجنة تحقيق برلمانية حول تسلسل الأحداث في سانت-سولين، لكن النشطاء زعموا أن تصريحاته تضمنت تناقضات أثارت الشكوك بشأن تعامل السلطات مع الأزمة.
وتصاعدت التوترات مجددا خلال شهر يوليوز 2024، مع تنظيم مظاهرات جديدة في منطقة بواتو، حيث شارك الآلاف الاحتجاجات، واستبقت السلطات هذه التحركات بنشر أكثر من 3000 عنصر أمني للحفاظ على النظام العام. وفي الوقت نفسه، نظم مزارعون مؤيدون للمشروع مظاهرات مضادة، مما زاد من حدة الاستقطاب بين الأطراف.
تسلط هذه الأحداث الضوء على الانقسامات العميقة بين الأطراف حول إدارة الموارد المائية في فرنسا، حيث يدعو المعارضون إلى إعادة التفكير في النموذج الزراعي الحالي، معتبرين أن الاستدامة البيئية هي الأولوية، بينما يتمسك المؤيدون للمشروع بضرورة وجود حلول عملية لضمان الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية والجفاف.
ومع استمرار النزاعات، تجد الحكومة الفرنسية نفسها في مواجهة تحديات كبيرة لتحقيق توازن بين حماية البيئة ودعم الزراعة. وتظل قضية ميگاباسين رمزا للجدل بين التقدم الزراعي ومتطلبات الاستدامة البيئية، الشيء الذي يدعو إلى البحث عن حلول توافقية تضمن مستقبلا مستداما للجميع.
