في إنجاز علمي لافت، نجح مهندسون من جامعة نورث وسترن الأميركية في تطوير أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب Pacemaker على الإطلاق، والذي لا يتجاوز حجمه حجم حبّة أرز، موجّه خصيصا لدعم قلوب الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من مشاكل في ضربات القلب.
نشرت تفاصيل هذا الابتكار المذهل في مجلة Nature يوم 2 أبريل 2025، حيث استعرض الباحثون كيفية عمل الجهاز المصغر الذي يمكن حقنه داخل الجسم بواسطة إبرة بسيطة، دون الحاجة لأي تدخل جراحي معقد.
الجهاز، الذي يبلغ عرضه 1.8 مليمتر وطوله 3.5 مليمتر وسمكه 1 مليمتر، يتميز بخاصية فريدة: فهو يتحلل ذاتيا داخل الجسم بعد انتهاء مهمته، ما يلغي الحاجة لعملية جراحية ثانية لإزالته. ويعتمد هذا الجهاز على تقنية الطب الإلكتروني القابل للامتصاص الحيوي، حيث يتحكم الباحثون بمدة بقاء الجهاز نشطا عبر ضبط تركيبة المواد وسماكتها.
يعمل الجهاز، من الناحية التقنية، بواسطة بطارية صغيرة تولد طاقتها بفضل تفاعل مع سوائل الجسم، عبر إشارة ضوئية ترسل من لصقة توضع على الجلد. عند انخفاض معدل ضربات القلب عن الحد الطبيعي، يكتشف الجهاز ذلك فورا، ويُفعّل صماما ثنائيا باعثا للضوء ليبدأ بإرسال نبضات كهربائية تعيد الإيقاع القلبي إلى مستواه الطبيعي.
هذا الابتكار الثوري يمثل نقلة نوعية في رعاية المرضى، خاصة الأطفال الذين يحتاجون إلى تحفيز قلبي مؤقت بعد العمليات الجراحية، إذ يقلل من مخاطر العدوى والالتهابات التي كانت تصاحب الأجهزة التقليدية المزروعة بأسلاك. ويفتح، كذلك، الباب أمام تقنيات مستقبلية تجمع بين صغر الحجم، القابلية للتحلل، وإمكانية التحكم الخارجي الدقيق.
ويجري العمل على تطوير نسخة مخصصة للبالغين، تعتمد على شبكة من هذه الأجهزة الصغيرة التي يمكن التحكم بها عبر الضوء، مما يسمح بتوزيع أكثر دقة لدعم القلب وعلاج الاضطرابات القلبية بشكل أقل تدخلا وأكثر أمانا.
