تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحماس، في خطابه في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين، عن أسس الشراكة المغربية- الفرنسية التي يعتقد أنها تتجاوز الإطار التقليدي للتعاون، مشددا على أن أحد أبرز الأحداث، في الأشهر الأخيرة، هو ما تمكنت فرنسا من إنجازه مع المغرب.
تعكس هذه الشراكة تعكس طموحا حقيقيا للتحول، وهي تغطي العديد من المجالات الاستراتيجية، من الاقتصاد إلى الثقافة والأمن والطاقة والتحول الإيكولوجي، و هي بذلك ليست مجرد اتفاق دبلوماسي. وينظر إيمانويل ماكرون إلى هذا المشروع المشترك على أنه استجابة لتحديات القرن الحادي والعشرين، لا سيما في إعادة بناء العلاقات بين أوروبا والقارة الإفريقية، و خص بالذكر الشراكة المغربية- الفرنسية التي تمثل نهجا طموحا يبرز في نطاقها الجديد والطويل الأجل.
وشدد الرئيس الفرنسي على الطبيعة الهيكلية لهذه الشراكة لمستقبل العلاقات الفرنسية المغربية، قائلا “إنه طموح و غير مسبوق”، مؤكدا على أهمية هذا التعاون في استراتيجيات التنمية المستدامة والازدهار المشترك، فالطموح المشترك بين البلدين يتعدى كون المغرب فاعلا رئيسيا في التعاون بين أوروبا وإفريقيا، بل أن يصبح أيضا محورا أساسيا لرؤية جديدة لتنمية القارة.
وبالتالي ترسخ الشراكة المغربية الفرنسية نفسها كمختبر للابتكار في مجالات التنمية المستدامة والحكامة وإدارة الموارد الطبيعية والانتقال الطاقي، من خلال مشاريع ملموسة.
تطرق الرئيس الفرنسي أيضا عن أهمية الالتزام المشترك لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه إفريقيا، بما في ذلك الأمن وتغير المناخ والتعليم والتنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن “المبادرات التي وضعتها فرنسا والمغرب يمكن أن تكون بمثابة نماذج لبقية بلدان القارة ديناميكياتها الإنمائية، و هو ما يمثل بداية عهد جديد في العلاقات الفرنسية الإفريقية”.