أول أيام المنتدى الحضري العالمي في القاهرة بمشاركة دولية واسعة لمواجهة تحديات الإسكان والتحضر

ECO175 نوفمبر 2024
أول أيام المنتدى الحضري العالمي في القاهرة بمشاركة دولية واسعة لمواجهة تحديات الإسكان والتحضر
أميمة أخي

انطلقت يوم أمس الإثنين، فعاليات النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي في القاهرة، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وآنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات). ويشارك في المنتدى، الذي تستمر فعالياته حتى 8 نوفمبر، وفود دولية وأممية رفيعة المستوى لمناقشة قضايا التحضر العالمي وإيجاد حلول لأزمة الإسكان. ويضم المنتدى نحو 600 فعالية تركز على توطين أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك معالجة أزمة الإسكان، وارتفاع تكاليف المعيشة، والأزمات المناخية المتزايدة.

في كلمته المسجلة التي أذيعت خلال المنتدى الحضري العالمي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو گوتيريش  إلى تحقيق التنمية الحضرية المستدامة وتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى ضرورة معالجة عدم المساواة وضمان توفير مساكن آمنة وميسورة التكلفة للجميع. كما حثّ على دعم الدول النامية لتخطيط وتنفيذ مدن تتسم بالأمان والصحة والمرونة، بحيث تكون سهلة الوصول ومستدامة، مؤكداً أن العالم بحاجة إلى هذه الجهود أكثر من أي وقت مضى. وأضاف گوتيريش أن المدن ليست فقط محركا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بل هي أيضاً حافز أساسي للحلول المستدامة.

و أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في المنتدى الحضري العالمي عن “الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية” و”الاستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر”، مؤكداً أنها خطوة لتعزيز جهود مصر في التحضر وفقًا لمعايير الاستدامة العالمية. وأشار السيسي إلى أن المنتدى يمثل منصة مثالية لحوار فعال حول تحسين أوضاع التجمعات البشرية وتعزيز التنمية الحضرية، معربًا عن أمله في أن يسهم المنتدى في تنفيذ “الأجندة الحضرية الجديدة” وتوسيع الشراكات الدولية لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التنمية.

كما نوه بالتحديات غير المسبوقة التي تواجه المدن كالنمو السكاني السريع، تغير المناخ، ندرة المياه، والحاجة إلى تمويل التنمية، مما يتطلب تكاتف الجهود العالمية. وأوضح أن هذه النسخة من المنتدى تأتي في ظل أزمات دولية متلاحقة وحروب لها تداعيات مدمرة على المدن، ما يستدعي حشد الإرادة السياسية لتعزيز السلام والتركيز على التنمية وإعادة الإعمار.

قيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته بالمنتدى الحضري العالمي، أن مشاركة بلاده تأتي في ظل معاناة الشعب الفلسطيني من الدمار وجرائم الإبادة والتطهير العرقي وسرقة الأرض والموارد الطبيعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

وأوضح عباس أن هذه الانتهاكات تشكل تحديات كبرى تعيق جهود التنمية الحضرية المستدامة، خاصة في أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية المحتلة وكامل مدينة القدس الشرقية. كما أشار إلى تدمير الاحتلال لأكثر من 80% من مساكن ومرافق ومستشفيات ومدارس قطاع غزة، مشدداً على ضرورة محاسبة إسرائيل على هذه الجرائم.

و ذكر رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح عبد الرحمان البرهان، أن الشعب السوداني يواجه حرباً تهدد وجوده ومقومات دولته وحضارته وبنيته التحتية. وفي كلمته خلال المنتدى، شدد البرهان على عزم الشعب السوداني وقواته المسلحة على الحفاظ على الدولة ومؤسساتها والتصدي لهذا المخطط. وأعرب عن أمله في دعم عملية إعادة تأهيل القطاع الحضري الذي تضرر بشكل كبير جراء الاستهداف الممنهج لمختلف قطاعات الدولة.

ودعا البرهان إلى تعزيز التعاون الدولي والتوصل إلى ميثاق لضمان مستقبل آمن من خلال بناء تحالفات قوية للأجندة الحضرية الجديدة، ومواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك أزمة الإسكان، وتغير المناخ، والتصحر.

فيما شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي على أن المنتدى الحضري العالمي يمثل منصة فريدة لعرض آثار النزاعات المسلحة على مدن البلدان المتضررة ومستقبل أجيالها. وأشار إلى أن الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي في اليمن أسفرت عن دمار واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية؛ حيث تضررت خدمات المدن اليمنية بنسبة 49%، خاصة في قطاع الطاقة، و38% في قطاع المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى خسائر فادحة في شبكة الطرق وقطاع الاتصالات. ولفت العليمي إلى أن قطاع المساكن تكبد أضراراً جسيمة، مما أعاد 16 مدينة يمنية عقوداً إلى الوراء، محذراً من أن الخسائر الاقتصادية قد تصل إلى 657 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا استمرت الحرب.

و أوضح رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي قبيل افتتاح المنتدى الحضري العالمي، أن هذا المنتدى يُعد ثاني أكبر حدث تنظمه الأمم المتحدة بعد مؤتمر المناخ، الذي استضافته مصر في نسخته الـ27 بمدينة شرم الشيخ. وذكر مدبولي أن المنتدى سيشهد مشاركة نحو 37 ألف شخص، من بينهم 72 وزيراً و96 محافظاً وعمدة مدينة، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص. وأضاف أن المنتدى سيشمل حوالي 600 فعالية تركز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على معالجة أزمة الإسكان العالمية، وارتفاع تكاليف المعيشة، والأزمات المناخية المتزايدة.

و أعربت آنا كلوديا روسباخ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، عن تقديرها لتنظيم مصر المميز لأعمال الدورة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، كما أعلنت عن اختيار أذربيجان لاستضافة النسخة الثالثة عشرة من المنتدى خلال العامين المقبلين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق